فقد رأيت مرارا كثيرة أنى فعلت فعلا واحدا، فعجب منى قوم ممن رأوه؛ ورآه آخرون فلم يحركهم ولا حفلوا به. وأنا ذاكر قليلا من كثير من ذلك ليكون مثالا يسدل به على ما سواه. وهو أن امرأة رأت فى الشهر الرابع من حملها أولا دما، ثم صديدا رقيقا منتنا. ثم بعد أن تمادى الزمان بها أسقطت. ثم من بعد ذلك جعل يخرج من المشيمة فى كل يوم شىء، وذلك أن المشيمة عفنت داخلا. فلما أن انقطع بقايا المشيمة، ظن القوابل وجميع من حضر من الأطباء غيرى أن تلك المرأة قد نقيت النقاء التام. فلما أن جسست عرقها تبين لى من نبضه أن فى الرحم شيئا باقيا ينبغى أن يخرج. وأعلمت المرأة وزوجها ومن حضر بذلك، وأنه يحتاج إلى إخراج ذلك الشىء الذى قد بقى فى الرحم. فلما أن كان فى اليوم السادس عشر من اليوم الذى أسقطت فيه، سقط منها طفل قد عفن.
صفحه ۱۳۲