الأيام بمصر القاهرة وقسطنطينية. وياله من تحقيق وبيان وقد سارت بها الركبان من بلدان إلى بلدان إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف استدل ورجح ويحق له الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه وما رأيت أسرع انتزاعًا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه ولا أشد استحضارًا للسنة المطهرة وعزوها منه هذا، ومع ما هو عليه من الكرم والجود والشجاعة وجمع الفؤاد والبراعة والفراغ من ملاذ النفس ومن خالطه وعرفه ينسبني إلى التقصير فيه ومن نابذة وخالفه قد ينسبني إلى التعالى فيه وهو أبيض ربعة من القوم قليل الشيب لهذا العهد شعره إلى شحمة أذنيه فصيح سريع القراءة سريع الكتابة سريع الحفظ والمطالعة لا يبالي في الله لومة لائم من أهل الابتداع ولا تمنعه صولة صائل في تحرير الحق الحقيق بالاتباع. ولا يناظر أحدًا من الناس ولا يخاطبهم بشيء من الرد لكونهم مكابرين لا مناظرين ولا جاهلين ولا عالمين وليس له خصوم إلا بعض المقلدة وأهل البدعة المقصرين عن بلوغ رتبته في الدنيا وقد ترجم له في كتبته الشريفة بما يغني عن الإطالة في هذا المقام وترجم له غيره من علماء الدنيا شرقًا وغربًا يمينًا وشمالًا أيضًا فلا ضرورة لنا ولا حاجة بنا إلى تمام الكلام على هذا المرام.
والمقصود هنا أنه حماه الله تعالى أثنى على شيخ الإسلام ابن تيمية في مؤلفاته عليها ثناء حسنا، ونقل عن جمع جم من أكابر السلف والخلف الأثنية الكثيرة عليه، فإن شئت زيادة الاطلاع على هذه الحال فارجع إلى ذلك المقال.
وبقي من المثنين عليه علماء كثيرون وأئمة من أهل سائر المذاهب ذوي الفضائل والمناقب لا يسعنا لضيق الوقت سرد أسمائهم وبسط ثنائهم. وأما الحنابلة فهم بأجمعهم له معظمون ولعقيدته قابلون ولكلامه سامعون كما سمعت أقوال كبرائهم وسيأتيك إن شاء الله تعالى
1 / 64