وأذعنت الأعداء لفضله وفرط ذكائه ولد يوم الأحد لعله التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف الهجرية.
أخذ العلم عن أكابر أطراف وطنه ثم ارتحل إلى مدينة دهلي وهي إذ ذاك مشحونة بعلماء الدين؛ فأخذ عن شيوخها في المعقول والمنقول لا سيما من آخرهم وأفضضلهم الشيخ صدر ين الدهلوي تلميذ الشيخ عبد العزيز بن مسند الوقت الشيخ الأجل أحمد ولى الله المحدث الدهلوي ثم ارتحل إلى بهو وبال وسافر إلى الحجاز وحج وزار النبي ﷺ. وأخذ من علماء اليمن الميمون تلاميذ العلامة المجتهد المطلق: محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى وجمع في ذلك كتابًا سماه «سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند»، وذكر فيه أخذ عنه ومن أجاز له والأسانيد التي تلقاها عن شيوخه وبقي عاكفًا في الحرمين نحو ثمانية أشهر ثم عاد إلى بهوبال، واستوطن واستقر هنالك بنشر العلم ويفيد العلماء وينصر السنة المطهر ويروح كتبها ويؤلف ومؤلفاته الشريفة الممتعة النافعة باللسان العربي ولغة الفرس والهند تربو على ستين كتابًا منها: تفسيره المرسوم «بفتح البيان في مقاصد القرآن» وهو الجامع بين الرواية الصحيحة والدراية الصريحة؛ وليس قرية وراء عبادان ومنها «الروضة الندية في شرح الدرر البهية» في فقه الحديث ليس له نظير في هذا الباب. ومنها «مسك الختام شرح بلوغ المرام» بالفارسي. ومنها «عون لباري لحل أدلة صحيح البخاري» ومنها «حصول المأمول في علم الأصول» أي أصول الفقه. و«البلغة إلى أصول اللغة» و«الإكسير في أصول التفسير» إلى غير ذلك مما لايحصى كثرة. وقد سرد أسماء كتبه صاحب المواهب و«كنز الرغائب» في كتاب «قرة الإعيان ومسرة الأذهان» (١) ولبعضهم كتاب وسيط في ترجمته الشريفة سماه «قطر الصيب في ترجمة الإمام أبي الطيب» وقد طبعت مصنفاته أكثرها في هذه
_________
(١) وهو كتاب في تفريظ صديق حسن خان طبع في مطبعة الجوائب لصاحبها أحمد فارس الشدياق.
1 / 63