قال في الشذرات: قال التاج السبكي في طبقاته الكبرى: شيخنا وأستاذنا محدث العصر. اشتمل عصرنا على أربعة من الحفاظ بينهم عموم وخصوص: المزي والبرازلي والذهبي والشيخ الوالد لا خامس لهم في عصرهم.
فأما أستاذنا أبو عبد الله فبحر لا نظير له وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة إمام الوجود حفظًا وذهب العصر معنى ولفظًا وشيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال في كل سبيل كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها أخبار من حضرها تحمل المطى إلى جواره وتضرب النزل المهارى أكبادها فلا تبرح حتى تحل بداره وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة وأدخلنا في عداد الجماعة جزاه الله تعالى عنا أحسن الجزاء وجعل حظه من عرصات الجنان موفر الأجزاء. وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وأخذ عن شيوخ كثيرين منهم: هبة الله بن عساكر، وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد توفي يوم الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ومن شعره: [متقارب]
تولى كأن شبابي لم يكن ... وأقبل شيب علينا تولى
ومن عاين المنحنى والنقا ... فما بعد هذين إلا المصلى
انتهى باقتصار.
ونقل في الشذرات عن «المنهل الصافي» بعد ترجمة حسنة: أن له تصانيف كثيرة مفيدة؛ منها: تاريخ الإسلام الكبير - في إحدى وعشرين مجلدًا.
ومختصره في عدة مجلدات. ومختصر العبر من غبر. ومختصر آخر، وآخر وآخر. واختصر تهذيب الكامل للمزي ومنها ميزان الاعتدال في نقد الرجال والمغنى في الضغفاء ومختصر آخر ومنها طبقات الحفاظ والتجريد في أسماء الصحابة ومنها مختصر تاريخ بغداد للخطيب ومنها مختصر تاريخ ابن السمعاني واختصر وفيات المنذري. واختصر تاريخ دمشق بعشر
1 / 46