426

جدید در حکمت

الجديد في الحكمة

ویرایشگر

حميد مرعيد الكبيسي

ناشر

مطبعة جامعة بغداد

سال انتشار

1403م-1982م

محل انتشار

بغداد

وكذلك إذا نظرت إلى البحار وعظمها وما يتكون منها .

ومن عناية الباريء - جلت عظمته - أن المادة لما امتنع قبولها | لصورتين معا ، وكان الجود الالهي تقتضيا لتكميلها بإخراج ما منها | بالقوة من قبول الصور ، إلى الفعل ، قدر بلطيف حكمته زمانا غير | منقطع في الطرفين تخرج فيه تلك الأمور من القوة إلى الفعل واحد بعد | واحد ، فتصير الصور في جميع ذلك الزمان موجودة في موادها ، والمادة | كاملة بها .

ولما لم يكن لتجدد الفيض بد من تجدد أمر ما ، وجدت أشخاص | علوية دائرة لأغراض علوية يتبعها استعداد غير متناه ، ينضم إلى | فاعل غير متناهي الفعل ، وقابل غير متناهي القبول ، فلا يزال الخير | راشحا أزلا وأبدا .

ويحصل الفيض على كل قابل بحسب استعداده . ومما اقتضته | العناية الالهية ، أن جعلت الاجرام النيرة من السمائيات متحركة غير | ثابتة ، ولو ثبتت لاثرت بإفراط وتفريط ، وأحرقت كل ما يدوم | مقابلتها له ، ولم يلحق أثرها غيره . ولو كانت الافلاك كلها نيرة ، | لاحرقت بالشعاع ما دونها ، ولو عريت كلها عن النور ، لعمت الظلمة | كل ما في عالم الكون والفساد .

ولو تحركت السماويات حركة واحدة للازمت دائرة ، ولم يصل | أثر الشعاع إلى نواحيها ، فالحكمة الربانية أوجبت أن يكون لها حركة | سريعة ، وحركة أخرى أبطأ منها ، أو حركات أخرى كذلك لكل فلك من | الأفلاك التي نعرفها .

صفحه ۵۹۱