============================================================
كتاب اثبات النبومات الفصل السادس من المقالة الثانية : ه في ان الأمر والنهي من الآمر فضل على المأمور به" ان كان المنطق احدى الكرامات التي اكرم الله بها الانسان ، وشرف المنطق انا هو ظهر بالكلام ، والأمر مين اقسام الكلام كان لزوم امر الله على الانسان فضل من عليه اذ حقيقته انما ثمت بالامر مع الاقسام الاخرى من الكلام ، فأمره الذي يأمره هو علة لزوم امر الله عليه ، وهي احدى الفضائل المخصوصة به دون المواليد ولزوم الامر عليه ايضا فضيلة له لان العلة اذا كانت فاضلة كان المعلول ايضا ذا فضيلة ، واذا كانت علة المخلوقين انما هي امر الله وكان به المعلول الاول : ومن المعلول الاول المعلول الثاني ، ومن المعلول الثاني الطبيعة ، ومن الطبيعة التراكيب المواليد وانتهت صفوة المواليد الى البشر فكان جميع ما ظهر من امره الى نهاية الاشياء انما هو فضل من المبدع . وان كثرة الوسائط فاذا امره على الانسان في استقامته السياسية فل ايضا من الآمر عليه لان فضيلة امر الله شيء جوهري في السابق لا ينكره الانسان الذي انتهت اليه صفوة المواليد اولأ ، بان لا ينكر فضل امر الأمر عليه لترقيه به الى الدرجة العليا والمنزلة الرفيعة ، وكما ان الناطق عقل مجسم ثم وجدت اوامر العقل مما يستعد الانسان بها في الآجل ، والعاجل ولا ينكر احد انها افضل من العقل على العاقل ، كذلك اوامر النطق مما يستعد الانسان بها في العاجل والآجل وهي فضل من الرسول على المآمور بها ، والدليل على ذلك قول الله تعالى ان خطاب الرسول في اوامر الله امر الخلق بها انما وقع مع العقلاء ، (وأهل النهي) 11 . ولو لم يكن ذلك فضلا عليهم لم يخص به العاقل دون الجاهل في باب المخاطبة ، وان كان زوم الامر مما يشترك فيه الجاهل والعالم، وانما قلنا ان الأمر من الآمر فضل على المأمور به لان الأمر ابدا فيه قوة الآمر والمأمور به ابدا ، ففيه للآمر تصوير القبول منه.
فالآمر اذا اشرف وأقوى من المأمور به ، ولما كان الأمر من الآمر اسبق منه في الآمور كان الآمر اذن بالقوة من قوة الآمر فهو اذن في المأمورية افضل ن الأمر ، اذ الآمر اعطاه القوة ، وان لم يقبله المأمور به فليس ذلك بنقص في الآمر بعد ان لم يكن ذلك الأمر يحلو لأن يكون ابداعا او من المبدع بقوة الابداع (1) سقطت الجملة في نسخةس .
صفحه ۸۸