142

============================================================

كتاب اثبات التبووات الذين لا يعلمون إنما يتدكتر اولو الألباب * ، فلو لم تكن الرسالة ي نفس الحكمة ما اشبهها كل هذا التشبيه ، وان نظرت في اقسام العلم والعمل وجدت الرسالة توجب مثل تلك الاقسام بعينها .

وان الحكماء قالوا ان العلم ينقسم الى ثلاثة اقسام : احدهما علم اللاهوت وهو المتى عندهم العلم الاعلى وهو معرفة الله عز وجل ومعرفة ملائكته . والثاني العلم الاوسط وهو معرفة علم التنجيم وحركات الاجرام العلوية ، والثالث العلم الادنى وهو علم الطب والصناعات ، ثم قسموا العمل ايضا ثلاثة اقسام : منها سياسة العامة سياسة الخاصة وسياسة الحاقة ، كذلك الرسالة أوجبت معرفة الله جل جلاله ومعرفة ملائكته والايمان بهم وأوجبت ايضا معرفة السموات والنجوم والأرض ، ومدح المتفكر فيها في قوله تعالى : { التذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جينوبهيم و يتفكترون في خلق السموات والأرض ربنا متا خلقت هذا باطلا سبحانك فقينا عذاب النار) وكذلك أوجبت معرفة الابدان وما فيها من المنافع المضار في قوله : { أو لم يتفكتروا في أنفسهم ما خلق الله التموات الأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمتى وإن كثيرا مين الناس بليقائي ربهيم لكافرون ) وقال: { وفي أنفسيكم أفلا تبصرونك وكذلك أوجبت سياسة العامة مثل تعييد الأعياد والجمعات والجماعات والاجتماع بمكة عند المشعر والحرام وأوجبت سياسة الحاقة وهو تأديب الرجل اهل بيته وأخذ نواصيهم اذا خرجوا عن الطاعة . كما قال جل جلاله : { يا أيها التذين آمنوا قوا انفسكم وأمليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يعني علموهم وأدبوهم وأوجبت سياسة الخاصة وهي سياسة المرء نفسه مثل قص الشعر وتقليم الاظافر والغسل والتطهير (1 والتطيب والامساك عن الطعام والشراب في بعض الاوقات دون بعض فاذا كانت الرسالة توجب ما اوجبته الحكمة من قسميها ومن اقسام كل سم كانت الرسالة اذا في نفس الحكمة اذ لم تخالفها في شيء من الاشياء فاعرفه.

(1) في نسخة م وردت والطهر.

صفحه ۱۴۲