فأومأ إليه عبد الرحمن وقال: «اصبر قليلا يا سيدي لعلي أرى شيئا آخر.»
ثم التفت السيد عبد الرحمن إلى علي وقال له: «وماذا ترى أيضا؟»
فتظاهر علي باشتداد خوفه واضطرابه وقال: «أمهلني قليلا يا سيدي، ريثما يهدأ روعي وأستطيع التثبت من المناظر التي تبدو لي.»
فقال له: «هدئ من روعك، ولا تخف من شيء ما دمت بجانبك، ثم أمعن نظرك فيما أمامك وأخبرني بما ترى.»
قال وهو يرتعد متظاهرا بأنه ما زال خائفا: «أرى يا سيدي أن الرجل الذي يرتدي الفرو قد نهض ثم خرج وركب منصرفا.»
فقال: «حسنا، وماذا ترى غير ذلك؟»
قال: «أرى جماعة من الكبراء، على رءوسهم العمائم، ويتدلى السيف إلى جانب كل منهم فوق جبته، وها هم أولاء قد دخلوا الخيمة الكبيرة التي خرج منها الباشا.»
فقال السيد عبد الرحمن: «أدخل معهم في الخيمة وانظر ماذا يصنعون.»
قال: «أرى الرجل الأول ما زال جالسا وأمامه المصحف والسيف، وقد أشار إلى الداخلين بالجلوس فجلسوا وأخذ يحدثهم.»
فقال: «وماذا يقول لهم، أصغ جيدا لكلامه، واحذر أن يفوتك منه شيء.»
صفحه نامشخص