وبيوسف: على ما وقع له من اخوته من قريش من نصبهم الحرب له وإرادتهم هلاكه. وكانت العاقبة له، وقد أشار الى ذلك بقوله لقريش يوم الفتح أقوال كما قال أخي يوسف:
{لا تثريب عليكم} من يوسف 92.
وبإدريس: على رفع منزلته عند الله.
وبهارون: على أن قومه رجعوا الى محبته بعد أن آذوه.
وبموسى: على ما وقع له من معالجة قومه وقد أشار الى ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:" لقد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر".
وبإبراهيم: في استناده الى البيت المعمور بما ختم له صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آخر عمره من إقامة منسك الحج وتعظيم البيت ذكر ذلك السهيلي واستحسنه شيخ الاسلام ابن حجر.
وقد ذكر في مناسبة لقاء ابراهيم في السابعة معنى لطيف آخر، وهو ما اتفق له صلى الله عليه وعلى آله وسلم من دخول مكة في السنة السابعة وطوافه بالبيت ولم يتفق له الوصول اليها بعد الهجرة قبل هذه بل قصدها في السادسة فصد عن ذلك.
وقال ابن أبي حمزة:
الحكمة في كون آدم في الأولى أنه أول الأنبياء وأول الآباء وهو أصل فكان أولا في الآباء، ولجل تأنيس النبوة بالأبوة وعيسى في الثانية لأنه أقرب الأنبياء عهدا من محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويليه يوسف لأن أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدخلون الجنة على صورته، وإدريس قيل: لأنه أول من قاتل للدين فلعل المناسبة فيها الاذن للنبي عليه الصلاة والسلام بالمقاتلة ورفعه بالمعراج لقوله تعالى:{ ورفعناه مكانا عليا} والرابعة من السبع وسط معتدل وهارون لقربه من أخيه موسى وموسى أرفع منه لفضل كلام الله، وإبراهيم لأنه الأب الأخير فناسب أن يتجدد للنبي بلقياه أنس لتوجهه بعده الى عالم آخر وأيضا فمنزلة الخليل تقتضي أن تكون أرفع المنازل ومنزلة الحبيب أرفع، فلذلك ارتفع عنه الى قاب قوسين أو أدنى.
السادسة عشرة: قيل: اقتصر الأنبياء على وصفه بالصالح وتواردوا عليها لأن الصلاح تشمل خلال الخير ولذا كررها كل منهم عند كل صفه.
صفحه ۴۴