الثالثة عشر: استفتاح جبريل أبواب السماء لأنها كانت مغلقة وإنما لم تهيأ له بالفتح قبل مجيئه. وإن كان أبلغ في الاكرام لأنه لو رآها مفتحة لظن أنها لا تزال كذلك. ففعل ذلك ليعلم أن ذلك لأجله تشريفا، ولأن الله أراد أن يطلعه على كونه معروفا عند أهل السماوات أيضا، لأنه قيل لجبريل لما قال محمد: أبعث اليه؟ ولم يقل: ومن محمد؟ مثلا.
الرابعة عشر: قول الخازن أبعث اليه؟ ليس استفهاما عن أصل البعث لأنه مشهور في الملكوت الأعلى بل البعث للمعراج.
قال شيخ الاسلام ابن حجر:
وفي قوله لجبريل: ومن معك ؟ دليل على أنه أشعر بأن معه رفيقا وإلا لقال: أمعك أحد وذلك إما بمشاهدة لكون السماء سفاقة، أو بأمر معنوي كزيادة أنوار أو نحوها تشعر بتجديد أمر يحسن معه السؤال بهذه الصيغة.
الخامسة عشر: الأضبط في الروايات في محل الأنبياء:
أن آدم في السماء الأولى.
ويحيى وعيسى في الثانية
ويوسف في الثالثة.
وإدريس في الرابعة.
وهارون في الخامسة.
وموسى في السادسة.
وإبراهيم في السابعة.
واختلف في الحكمة في اختصاص كل منهم بالسماء التي التقاه فيها.
فقيل: لا حكمة، وإنما أمروا بملاقاته فمنهم من سبق ومنهم من لحق.
وقيل: بل للإشارة الى تفاصيل درجاتهم.
وقيل: الحكمة في الاقتصار على المذكورين الإشارة الى ما سيقع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع قومه من نظير ما وقع لكل منهم.
فأما آدم: فوقع التنبيه لما وقع له من الخروج من الجنة الى الأرض، بما سيقع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الهجرة الى المدينة، والجامع بينهما ما حصل من المشقة وكراهة مألفه من الوطن ثم كان عاقبة كل منهما أن رجع الى وطنه الذي أخرج منه.
وبعيسى ويحيى: على ما وقع له أول الهجرة من عداوة اليهود وتمالؤهم على البغي عليه، وإرادتهم وصول السوء اليه.
صفحه ۴۳