ت فقد عاد سالما للتراب
والواقع أن كل محاولة للتفسير لا بد أن تصل في النهاية إلى جوهر الشخصية الإنسانية الذي لا يمكن تفسيره، والذي به يتفاوت الأدباء والشعراء، بل ويتفاوت الناس قاطبة؛ ففي داخل كل شخصية بشرية يوجد ذلك الجوهر أو تلك النواة التي يتميز بها العنصر الأصيل في كل فرد، وإنما تأتي العوامل الخارجية لتعزز الاتجاهات الفطرية، أو لتخفف من حدتها أو تخفي من معالمها، وعلى هذا الأساس يمكن أن نقبل ما يقال في تفسير مزاج هذا الشاعر أو الأديب أو ذاك.
هذا، ولإسماعيل صبري قصيدة نشرها في سنة 1901 تحت عنوان: «لواء الحسن»، أكبر الظن أنها كانت القصيدة التي وجهت الباحثين والدارسين كل وجهة في دراستهم لإسماعيل صبري، ومحاولة تفسير مزاجه، واكتشاف المؤثرات التي ساهمت في تكوين ذلك المزاج وتوجيه شعره. وها هي هذه القصيدة:
يا لواء الحسن أحزاب الهوى
أيقظوا الفتنة في ظل اللواء
فرقتهم في الهوى ثاراتهم
فاجمعي الأمر وصوني الأبرياء
إن هذا الحسن كالماء الذي
فيه للأنفس ري وشفاء
لا تذودي بعضنا عن ورده
صفحه نامشخص