163

Islam: Its Foundations and Concepts

الإسلام أصوله ومبادئه

ناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢١هـ

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

٨ - أنه يعيش كافرا بربه جاحدا لنعمه: فإن الله أوجده من عدم، وأسبغ عليه جميع النعم، فكيف يعبد غيره، ويوالي سواه، ويشكر من دونه. . . وأي جحود أعظم من هذا؟ وأي نكران أشنع من هذا؟ ٩ - أنه يحرم الحياة الحقيقية: ذلك أن الإنسان الجدير بالحياة هو الذي آمن بربه، وعرف غايته، وتبين مصيره، وأيقن بمبعثه، فعرف لكل ذي حق حقه، فلا يغمط حقا، ولا يؤذي مخلوقا، فعاش عيشة السعداء، ونال الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: ٩٧] (١) وفي الآخرة: ﴿وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الصف: ١٢] (٢) . أما من عاش في هذه الحياة عيشة شبيهة بحياة البهائم، فلا يعرف ربه، ولا يدري ما غايته؟ ولا يعلم أين مصيره؟ بل غايته أن يأكل ويشرب وينام. . فأي فرق بينه وبين سائر الحيوانات؟ بل هو أضل منها، قال جل ثناؤه: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٧٩] (٣) وقال عز من قائل: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: ٤٤] (٤) .

(١) سورة النحل، الآية: ٩٧. (٢) سورة الصف، الآية: ١٢. (٣) سورة الأعراف، الآية: ١٧٩. (٤) سورة الفرقان، الآية: ٤٤.

2 / 165