اسلام در قرن بیستم: حال و آینده
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
ژانرها
وممن ألفوا عن الإسلام في الهند خاصة الأستاذ ولفرد كانتويل سميث
Welfred Cantwell Smith
مدرس التاريخ الإسلامي بجامعة عليجرة.
وأهم ما لاحظه: أن دعاة التجديد يهتمون بإثبات «قابلية الإسلام» للتحضر والتمدين، ويشيدون بفضله على حضارة الغرب من عهد دخوله الأندلس إلى عهد الحروب الصليبية، وأن بعض المجتهدين - وسمى منهم أبا الأعلى المودودي - يؤمنون بأن الإسلام نظام الكون، وأن العالم العلوي يمشي على نظامه، فيصح أن يقال عن الشمس والقمر والكواكب أنها كائنات مسلمة؛ بل يصح أن يقال عن تكوين الملحد نفسه إنه في «كيانه الجسدي» يتبع نظام الخلق فيتبع من ثمة أحكام الإسلام.
وينزع الأستاذ سميث إلى التفسيرات الاقتصادية في عقائد الطبقات، فيقول: إن «الشخصية النبوية» هي مدار العقيدة حيث يلتمس المسلم في العصر الحاضر «مثلا أعلى» لمسلكه وأدبه وقواعد خلقه، وإن المساس بالنبي عليه السلام يثير المسلم أشد من ثورته على من يمس الربوبية، ولا يقصد بذلك أن مقام النبوة أعظم عنده من مقام الإله، فهذا ممتنع كل الامتناع في الإسلام، ولكنه قد تعود أن يسمع بالملحدين المنكرين لوجود الإله، ولم يتعود أن يواجهه أحد بالقدح في نبيه، ولو لم يكن من المتدينين بدينه، وهذه الحركة الواسعة قد عرفت خاصة بتعظيم شخص الرسول صلوات الله عليه حتى سميت باسم حركة «السيرة» وأصبح قوامها الإعجاب والاقتداء بسيرة النبي في حياته الخاصة والعامة، وهنا يستطرد الأستاذ إلى تعليلاته الاقتصادية فيقول: إن الطبقة الوسطى في جميع الأمم «فردية» أو معنية بالشخصية الفردية، ومن ثم اتجه الشعور الديني عند المتعلمين - ومعظمهم من الطبقة الوسطى - إلى «شخصية» تملك إعجابهم، وتقنع المتدين بجدارتها للقدوة والأمانة، فكانت «الشخصية المحمدية» هي مدار هذا الشعور وقبلة هذا التفكير.
وليس من غرضنا أن نطيل التعقيب خلال تلخيص الآراء الغربية عن الإسلام، ولكننا نحسب أن الخطأ هنا لا يحتاج إلى إسهاب في التعقيب عليه ؛ لأن الاهتمام بذوات الأولياء والقديسين يشيع في كل أمة بين العامة وسواد الناس أشد من شيوعه بين الميسورين المتوسطين ممن يسميهم أصحاب التفسير الاقتصادي بالبرجوازيين، ونرى أن تعظيم النبي عام بين المسلمين في هذا العصر، وأن كتابة السيرة المحمدية عامة كذلك بينهم في كل أمة، فلا عجب أن تعم البلاد التي كان للشخصية الإنسانية فيها مكانة بارزة في كل عقيدة من أقدم العصور، وهذا عدا ما هو مأثور من طبيعة الإنسان؛ إذ تدرك القداسة متمثلة في صورة واضحة قبل أن تتمثلها في عالم التجريد. •••
وبين أحدث الكتب عن الإسلام كتاب الأستاذ تريتون
Tritton
أستاذ الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، وقد اختار للمسلم المعاصر مثالين؛ أحدهما: هندي، وهو الشاعر الصوفي محمد إقبال، والآخر: مصري، وهو الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وهو يحاول أن ينفذ إلى طبيعة إدراك الماضي والحاضر والقديم والجديد في ذهن إقبال، فيقول: إن الزمن المطلق عنده كل عضوي شامل لا نتركه خلفنا، بل هو يتحرك معنا ويعمل في حاضرنا، ثم يقول: إن الإسلام يعطي كلا من العالمين - الدنيا والآخرة - حقهما، وفي وسع المسلم العصري أن يعيد النظر في الإسلام كله دون أن ينقطع عن الماضي، وله أن يراجع أحكام المعاملات والشريعة؛ لأن باب الاجتهاد مفتوح لا يزال.
قال: وقد أدى ضغط الآراء الغربية إلى تغيير واحد في التفكير الإسلامي، فإن المسلمين في القرون الوسطى كانوا يتجاهلون قواعد التفكير الأخرى، فأصبحوا اليوم معنيين بالرد على وجوه الاعتراض التي تأتي من غيرهم، وهم يجتهدون ليثبتوا أن الإنسانية الصادقة والآداب القويمة والعقل السليم تلقى أرفع تعبيراتها في شريعة الإسلام وأحكامه، ويسلمون أن ديانتهم اليوم ليست على ما يحبون، وأن الإصلاح ضرورة لا محيص عنها، ولكنهم يصرون على أن الإسلام دون غيره هو الذي يصلح لمطالب النوع الإنساني، فقد تغيرت الأحوال، ووجب أن تتغير معها النظرة إلى الديانة، وقد كان أثر الغزالي في الشيخ محمد عبده قويا يبدو واضحا في فهم الدين على أنه عقيدة باطنة حيوية من شئون السريرة، وأن الشعائر الخارجية ثانوية مضافة إليها، وقد أخذت طائفة من الذين يدعون على العموم تلاميذ الشيخ تنقاد لمذهب الحنابلة، فتجمعت من ذلك دعوة إلى رفض البدع المستحدثة، والعود إلى سلامة العقيدة الماضية، وتضمنت هذه الدعوة برامج إصلاح في الشئون الدينية والاجتماعية والاقتصادية تثبت قابلية الإسلام للتدين به في الأحوال الحاضرة، وهؤلاء التلاميذ يتجهون إلى أهداف مختلفة؛ بعضها وطني قومي، وبعضها مدرسي ينظر إلى الحرية العقلية، وبعضها يقدم الإصلاح الديني ويعتبره مبدأ لكل إصلاح، ومنهم من يصبح بانقياده للنزعة الحنبلية محافظا في بعض الأمور أشد من المحافظين، وتنصل الصبغة الغزالية عن حياتهم، وإنهم ليعتقدون أنهم معتدلون يتوسطون بين البساطة التي ترجع بقوتها كلها إلى التسليم الأعمى في طوائف الدهماء وبين المتطرفين من دعاة التقدم الذين يجنحون إلى الحرية العقلية المطلقة، والاتجاه إلى الحضارة العصرية، ونظم الحكم الحديث، والشريعة الوضعية، ويؤكدون أن الإسلام إذا فسر كما يفسرونه يتكفل بالحل الوحيد لمشكلات المجتمع والسياسية والدين.
صفحه نامشخص