اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیر سجستانی d. 330 AH
33

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

ژانرها

للعالم ، وصلاحا للحرث والنسل ، ولم يعجزه شيء أراده من ذلك ، فاعتدل العالم وما فيه بحكمته جل وتعالى 0 الواسع الكريم : ومن صفاته الواسع ، وهو الغني ، يقال : أعطاه من سعة ، أي من غنى ، وقال تعالى : [لينفق ذو سعة من سعته ] (¬1) أي ذو غنى من غناه ، ويقال : وسع الله على فلان أي أغناه ، والكريم هو الصفوح عن الذنوب ، هكذا قال المفسرون ، في قوله : [فإن ربي غني كريم] (¬2) أي صفوح ، وقال أهل اللغة : الكريم المرتفع من كل شيء ، يقال : فلان أكرم قومه أي أرفعهم منزلة ، وأعظمهم قدرا ، وكذلك يقال في كل شيء : ارتفع من منزلة نظرائه ، يقال : غرس كريم ، وناقة كريمة ، وشجرة كريمة ، قال الله : [ فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ] (¬3) يراد بهذا كله الارتفاع والشرف والفضل ، قال الله تعالى : [ إني ألقي إلي كتاب كريم ] (¬4) أي شريف ، ويقال : سمي كريما لأنه كان مختوما ، وقيل لشرف صاحبه ، ويقال : الكريم الذي لا يمن إذا أعطى ، فيكدر العطية بالمن ، فقيل لله واسع كريم ؛ لأنه غني عن خلقه ، يعطي من سعة ، ولا تنقصه العطايا 0وهو الكريم ؛ لأنه صفوح عن ذنوبهم ، مرتفع عليهم ، غالب لهم بالسلطان ، والملك لا يمن بالعطاء عز وجل 0 الوهاب والواهب والجواد والغني : ومن صفاته الوهاب والواهب ، فالواهب الذي لا يبخل على خلقه ، فوهب لكل ما يحتاج إليه ، والوهاب لأن من شأنه الهبة ، فخلق الخلق كله ، ووهب بعضه / لبعض ، ولم يبخل بشيء منه بل وهبه22 أكله لحاجة بعضه إلى بعض ، فجاد به واستغنى عنه ، إذ لم يخلقه لحاجة منه إليه ، ولا حبسه بخلا به ، والجواد في اللغة هو الذي يتفضل على من لا يستحق ، ويعطي من لا يسأل ، ويعطي الكثير ، ولا يخشى الفقر ، ويهب الشيء بلا تقدير ، بل يهب كثيرا حتى لا يقادر قدره ، فذاك يقال له الجواد ، ومنه قيل : مطر جواد إذا جاء كثيرا بلا مقدار ، وفرس جواد ؛ لأنه يعدو عدوا كثيرا ، فالله عطاياه لا تحصى ، وهو يجود على من لا يسأله ، ويعطي من لا يستوجب ، وهباته لا يقادر قدرها ، تبارك الجواد 0

صفحه ۶۵