وعلى هذا فإِن أصول ابن فرحون ومصادره في تأليفى هذا الكتاب جاءت من فنون متنوعة، وأغلبها فقهي من المؤلفات التي صنفها أعلام المالكية وضمنوها ما رُوي عن مؤسس المذهب وكبار أصحابه، ومنها ما ينتمي إِلى صنف الكتب الفقهية العامة، ومنها ما ينضم إِلى مجموعة المؤلفات والرسائل الخاصة بموضوع فقهي، وفي مقدمة هذه المجموعة كتب المناسك التي اقتضت طبيعة موضوع "إِرشاد السالك" أن يكون اعتمادها كثيرًا.
على أن مؤلفنا رجع في بعض المسائل إِلى كتب لفقهاء غير مالكيين واستشهد بأقوالهم، وأحال على كتبهم، وكان ذلك نادرًا في الكتاب،.
ويمكننا أن نعتبر مصادره الفقهية أساسية، لأنها ثرية بالنسبة لأحكام أفعال المناسك، وأن نعتبر غيرها مصادر ثانوية مساعدة، وهذه الأخيرة تشمل التفسير والحديث واللغة والتاريخ والرحلات والتراجم.
أهميته:
تبرز أهمية كتاب "إِرشاد السالك إِلى أفعال المناسك" في موضوعاته التي تحدثنا عنها، وخاصة موضوع أحكام مناسك الحج والعمرة، فقد قدمها وفصلها بما يحقق غاية الحاج الذي يحتاج إِلى ملء وطابه من معرفة المناسك، وحتى بما يحقق غاية العالم، حيث تساعده "مناسك ابن فرحون" على التذكر والاستيعاب والاستعداد للإِرشاد والفتوى في الموسم.
وبالنسبة إِلى مسائله الخارجة عن إِطار المناسك، فهذا الكتاب يعد
1 / 65