الحرم أو حجره إِلى غيره، وهي من المسائل التي كان لابن فرحون فيها رأي يخالف غيره (١).
كما نقل عن "إِرشاد السالك" نور الدين السمهودي في كتابه "وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى" (٢).
فاسم الكتاب لا خلاف فيه ونسبته ثابتة لمؤلفه ابن فرحون.
واعتماد المؤلفين بعد عصر ابن فرحون على كتابه هذا يدل على ما كان له من انتشار، بناءً على ما لُوحظ من أهميته وغزارة الفائدة الحاصلة من دراسته. وبذلك حصلت شهرة نسبة الكتاب إِليه.
الداعي إلى تأليفه
أشار ابن فرحون إِلى الداعي الذي نهزه إِلى تأليف "إِرشاد السالك" في مقدمته، وهو كون المناسك من الدين، وقد حرض على تعلمها الرسول ﷺ بقوله: "تَعَلَّمُوا المناسِكَ، فإِنَّهَا منْ دِينِكُمْ" (٣) وحكم تعلمها لقاصد الحج هو الوجوب لإِجماع العلماء على (أنه لا يجوز لأحد أن يقدم على فعل
_________
(١) المعيار: ٢/ ٤٩٣ وما بعدها.
(٢) وفاء الوفاء: ٤/ ١٣٩٤ - ١٣٩٥، ١٣٩٧، ١٣٩٨.
(٣) سيأتي تخريج هذا الحديث ص: ٨٨.
1 / 55