وقد تولى مترجمنا خطة القضاء في ربيع الآخر من سنة ٧٩٣ هـ واستمر في مباشرتها إِلى وفاته (١).
وقد كان مؤهلًا لهذه الخطة علميًّا، فهو واسع المعرفة بإِجراءات التداعي وأحكام القضاء، يبرهن على ذلك ما أودعه كتابَه "تبصرة الحكام" الذي سيأتي ضمن مؤلفاته.
وكان في قضائه مثال العدل والنزاهة وإِقرار الحق والانتصاف من الظالمين. قال أحمد بابا التمبكتي: (سار فيها (خطة القضاء) سيرة حسنة ولم تأخذه في الله لومة لائم ... فهابته الرعية، وانتصف من الظالم) (٢).
ومع استمراره في منصب القضاء طيلة السبع سنوات الأخيرة من عمره، فقد قضى هذه السنوات في فقر، يستدين ليأكل وينفق على عياله الذين أرهقت كثرتهم كاهله ويكتري المسكن دون أن يملكه وعندما توفي كانت الديون تثقل ذمته (٣).
_________
(١) التحفة اللطيفة: ١/ ١١٧، النيل: ٣٠ - ٣١.
(٢) النيل: ٣١.
(٣) طبقات المالكية: ٤٣١.
1 / 37