... قال في ( البستان ) : قال عليه السلام - يعني الإمام يحيى : من يفسق الصحابة , فهو فاسق تأويل , لأنه اعتقد ذلك لشبهة طرأت عليه وهو تقدمهم على أمير المؤمنين , فلا تصح الصلاة خلف من سبهم , لأنه جرأة على الله , واعتداء عليهم , مع القطع بتقدم إيمانهم , واختصاصهم بالصحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - , والفضائل الجمة , وكثرة الثناء عليهم من الله سبحانه , ومن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وأكثر الأئمة وعلماء الأمة , ولا دليل قاطع على كفرهم ولا فسقهم , فأما مطلق الخطأ , فهو - وإن قطع به - لا يكون كفرا ولا فسقا , إذ لابد فيهما من دليل قطعي شرعي , وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( لا يؤمنكم ذو جرأة في دينه ) وأي جرأة أعظم من اعتقاد هلاك من له الفضل والسبق إلى الإسلام والهجرة , وإحراز الفضل والمراتب العلية , والإنفاق في الجهاد , وبذل النفوس والأموال لله ولرسوله , وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا , ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) فنعوذ بالله من الجهل والخذلان اه بلفظه .
... وقال المنصور بالله في كتابه ( الكاشف للإشكال الفارق بين التشيع والاعتزال ) ما لفظه : إن القوم - يعني الصحابة - لهم حسنات عظيمة , بمشايعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ونصرته , والقيام دونه , والرمي من وراء حوزته , ومعاداة الأهل والأقارب في نصرة الدين , وسبقهم إلى الحق , وحضور المشاهد التي تزيغ فيها الأبصار , وتبلغ القلوب الحناجر ... الخ .
صفحه ۱۳