[آفات الإذن]
وعلى هذا قال النبي في آخر كلام: (وانه من نظر في كتاب أخيه المسلم بغير أذنه فكأنما ينظر في النار) (1) وهذا ما لم يكن فيه شبهة يرده عنها، أو حكمة في الدين يطلب حفظها وأخذها بحقها.
فعلى الجملة إن آفات العين على ضربين: ضرب يختص به. وضرب يتعدى إلى غيره. فيجب التحرز والعمل على الحيطة، وهو المتيقن على حسب ما تقدم.
الأذن
اعلم أن الأذن من عجائب صنع الله تعالى وبدائع حكمته، وإنما وهبها لك لتسمع بها كلام الله تعالى وسنة نبيه وحكمة أوليائه، وتتوصل بذلك إلى النظر الصحيح، والعمل بمقتضى ما يوجبه، وإن تسمع بها آيات الله الحادثة فتذكر بها الآخرة، وتصغي بها إلى كلام الغير فتسمع ما ينفعك في دنياك ودينك، وتنفع بسببه غيرك، فمتى استعملتها في غير ما خلقت له عادت مضرتها عليك، وصارت كأنها جرت العقاب الأليم إليك، وآفاتها أيضا كثيرة ولكن أمهات الآفات منها أربع:
الآفة الأولى: أن تصغي بها إلى البدع لتأخذها فتدين بها، أو تفسد بها غيرك فهذه من أعظم الكبائر، وعلى حسب عظم تلك المعصية البدعة يعظم جرم صاحبها والمستمع لها على ذلك الوجه. ولهذا ورد النهي عن مجالسة أهل القدر(2).
صفحه ۳۵