وقد روى عن النبي أنه قال: (ينظر أحدكم القذا في عين أخيه ويدع الجذع في عينه) (1).
وفي حديث النبي (من اطلع على دار قوم بغير أذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه) (2).
الآفة الثالثة: أن ينظر إلى مسلم بعين الغضب عليه، أو الإحتقار له، فإن ذلك من جملة المهاوي والمخاطر.
وعلى هذا قال النبي: (إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارا لم يعطه، ولو سأله درهما لم يعطه، ولو سأله فلسا لم يعطه، ولو سأل الله تعالى الجنة لأعطاها إياه، ولو سأل الله الدنيا لم يعطها إياه لهوانها عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره) (3).
فأشار إلى النهي عن استحقار المسلمين المؤمنين، واولياء رب العالمين، فينبغي للمؤمن أن يكون رفيقا بالصالحين على ما نذكره إن شاء الله تعالى وبه الاستعانة.
الآفة الرابعة: النظر إلى ما يختص أخاه المسلم مما يكره النظر إليه إلا أن يكون مما يحسن على بعض الوجوه النظر إليه على حسب ما ورد به الشرع، فإن قضايا الشرع كثيرة وتفصيلها عسير، والتصدي لها في هذا الموضع لا يصلح لما قصدناه فيه، وذلك نحو النظر في كتاب أخيه السلم إذا كره ذلك.
صفحه ۳۴