303

ولقد نظرت فلم أجد أحدا بأعز من قنع ولا أغنى

ولقد خبرت فلم أجد كرما أعلى بصاحبه من التقوى

ولقد مررت على القبور فما ميزت بين العبد والمولى

دار الفجائع والهموم ودا ر البث والأحزان والشكوى

ولقل يوم ذر شارقه إلا سمعت بهالك ينعى

مر المذاقة غب ما اج تلبت منها يداك وبية المرعي

بينا الفتى فيها بمنزلة إذ صار تحت ترابها ملقى

وقيل: (الدنيا غنيمة الأكياس، وحسرة الحمقى).

وقيل: (الدنيا مفيدة ومبيدة، فما أفادت أذن بالرحيل، وما أبادت فلا رجعة فيه).

فهذه صفة الدنيا مختصرة.

وأما عرفة أعدائه

فهو أن يعرف أن له عدوين الهوى والشيطان، وهما يصدانه عن الحق، ويحملانه على الباطل، ويأتيانه عن يمينه وشماله، ومن خلفه وأمامه، قال تعالى في الشيطان: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم}(1) الآية وقال: {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}(2) وهو حريص على الوفاء بهذا القسم، من غير إخلال لمن أقسم به، بل على وجه المخالفة له.

وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ما من أحد يخرج من بيته إلا وعلى بابه رايتان، راية بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج في طاعة الله تبعه الملك برايته حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج فيما يكره الله عز وجل تبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع)(3).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (إن المؤمن لينضي الشيطان كما ينضي أحدكم بعيره في سفره).(4)

وعن بعضهم "ما دخلت في شئ من أعمال البر ثم خرجت منه فحاسبت نفسي، إلا وجدت نصيب الشيطان أو فر من نصيب الله، ليته لا لي ولا علي).

صفحه ۳۱۰