كتاب "المنتهى"١.
وقال عبد الباقي عن زيد بن أبي بلال أنه سمع ابن مجاهد يقرئ سنة ثلاثمائة ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ وجميع المنقوص بالإدغام؛ لأن أبا عمرو لم يستثنه، ثم رجع أبو بكر في آخر عمره إلى الإظهار، واعتلَّ بما سقط من أصل الكلمة.
وروى أحمد بن جبير نصا عن اليزيدي: ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ مظهرا، وأخذ به جماعة منهم ابن المنادي، والإدغام فيها اختياري.
وأما ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى﴾ فكان ابن مجاهد وابن المنادي يظهران لقلة حروف الكلمة، واعتلالها.
وكان الداجوني وغيره يدغمان لقوة كسرة التاء، والإدغام رواية الصواف عن شجاع.
وأما ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا﴾ فروى مدين بن شعيب عن أصحابه إدغامه، وأهل الأداء يأخذون في هذا الحرف بالوجهين.
باب الثاء:
أدغمها في مثلها، وجملته ثلاثة مواضع: ﴿حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ في [البقرة: ٩١، والنساء: ٩١]، و﴿ثَالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ في [المائدة: ٧٣] .
وفي خمسة أحرف من مقاربها، وهي: التاء، والذال، والشين، والسين، والضاد.
التاء موضعان: في [الحجر: ٦٥] ﴿حَيْثُ تُؤْمَرُونَ﴾، وفي [النجم: ٥٩] ﴿الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ﴾ .
الذال موضع واحد: ﴿الْحَرْثِ ذَلِكَ﴾ في [آل عمران: ١٤] .
_________
١ ونصه: "فقرأت على أبي علي بن حبش وأبي محمد بن الكاتب عن أبي عمر: "ولتأت طائفة" مدغما، وقرأت على آخرين بالإظهار" ا. هـ. وفي إسناد الخزاعي: ابن حبش عن أبي عمر الدوري وعن أبي شعيب السوسي، وكلام صاحب "المنتهى" واضح.
1 / 78