461

انتصارات

الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية

ویرایشگر

سالم بن محمد القرني

ناشر

مكتبة العبيكان

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٩هـ

محل انتشار

الرياض

[عذاب القبر ونعيمه وموقف النصارى منه]
ومنها قوله في حديث ابن عمر: «الميت يعذب ببكاء أهله عليه» وأنكرت ذلك عائشة «١» وقالت:" إنما قال: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه" «٢» قال:" وهذا باطل لأن الله تعالى لا يعذب أحدا بفعل غيره" «٣».
قلت: هذا اعتراض صحيح، لكنه ليس على النبي ﷺ، بل على الراوي الذي روى ذلك عنه «٤». فإن هذا الحكم على خلاف نص القرآن، وهو قوله

(١) تقدمت ترجمتها في قسم الدراسة ص: ٩١.
(٢) أخرج الحديث الإمام البخاري بألفاظ مختلفة في (الجنائز، باب قول النبي ﷺ: (يعذب الميت ببكاء أهله ...) وفي (المغازي، باب قتل أبي جهل). ومسلم في (الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه) بعدة ألفاظ، والترمذي في (الجنائز، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت) بثلاثة ألفاظ، وابن ماجة في (الجنائز، باب ما جاء في الميت يعذب بما نيح عليه)، وأحمد في المسند (١/ ٤١، ٢/ ٣١، ٣٨).
(٣) في (ش): الغير.
(٤) أخرج البخاري في الجنائز، باب قول النبي ﷺ: (يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) ومسلم في الجنائز، حديث ٢٣: عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة قال:" توفيت ابنة لعثمان- ﵁ بمكة وجئنا لنشهدها، وحضرها ابن عمر وابن عباس- ﵄ وإني لجالس بينهما- أو قال: جلست إلى أحدهما، ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر- ﵄ لعمرو بن عثمان: ألا تنهى عن البكاء؟ فإن رسول الله ﷺ قال: (إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) فقال ابن عباس- ﵄: قد كان عمر- ﵁ يقول بعض ذلك، ثم حدث قال: صدرت مع عمر ﵁ من مكة، حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة، فقال: اذهب فانظر من هؤلاء الركب قال: فنظرت فإذا صهيب، فأخبرته، فقال: ادعه لي. فرجعت إلى صهيب فقلت: ارتحل فالحق بأمير المؤمنين. فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول: وأخاه وصاحباه. فقال عمر- ﵁ يا صهيب أتبكي عليّ وقد قال رسول الله ﷺ: (إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه). قال ابن عباس- رضي-

1 / 475