أصحاب الحديث في القدر بكتاب سماه (الدامغ للباطل من مذهب الحنابل) (^١) فانبرى له الشيخ بهذا الكتاب المطول شرح فيه عقيدة السلف وأظهر فساد مذهب المعتزلة، كما رد فيه على الأشاعرة وأظهر انحرافهم في مسائل في الصفات وغيرها، وقد استفاد العلماء من هذا الكتاب وفرحوا به وانتسخوه ودانوا الله به واعتقدوه.
كما ناظر ﵀ في مكة الواعظ محمد بن أحمد العثماني الديباجي الأشعري ونصر مذهب الحنابلة وأهل السنة في أن المقروء هو كلام الله عزوجل الذي تكلم الله به واحتج على الديباجي بقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وأن الإشارة بهذا إلى المتلو المقروء إلى أن سكب الديباجي العرق من وجهه (^٢).
وكان ﵀ مع ذلك يكره الخوض في الكلام فقد ذكر عنه الجعدي أنه كان يحب طلبة العلم والفقه واجتماعهم ويكره لهم الخوض في الكلام (^٣).
وكتابه الانتصار يدل على سعة علمه وتمسكه بعقيدة السلف إلا أنه يؤخذ عليه ﵀ استخدامه لبعض تعبيرات المتكلمين وتأثره بهم في المسائل الدقيقة من العقيدة كمسألة الحكمة والتعليل والاستطاعة وغيرها، وسيأتي بيان ذلك عند الحديث عن المآخذ على الكتاب.
خامسا: مذهبه الفقهي
العمراني ﵀ إمام من أئمة الشافعية في اليمن وقد ذكر الجعدي أن اليمن كان الغالب فيه مذهب الإمام مالك وأبي حنيفة - رحمهما الله - إلى نهاية القرن الثالث الهجري (^٤)، وأول من أظهر المذهب الشافعي في اليمن الفقيه موسى بن عمران المعافري (^٥)، وأول من انتشر عنه المذهب الشافعي
_________
(^١) انظر: التعريف به ص ٣٣.
(^٢) طبقات فقهاء اليمن ص ١٧٧.
(^٣) المرجع السابق ص ١٨٠.
(^٤) المرجع السابق ص ٧٤.
(^٥) المرجع السابق ص ٨٠.
1 / 23