انسان، حیوان، آلة: بازتعریف مداوم طبیعت انسانی
الإنسان والحيوان والآلة: إعادة تعريف مستمرة للطبيعة الإنسانية
ژانرها
3
وتسعى التكنولوجيا الحديثة إلى إيجاد التوازن بين الاستقلالية والاتحاد. فتعد طائرات الركاب الحديثة أنظمة مستقلة بصورة أساسية ولكن يظل الطيارون يتحكمون فيها بصورة فعالة؛ فتختلف حدود الاستقلالية والتحكم حسب الحالة. ففي طائرة «بوينج 747-400» يستطيع الطيار تجاوز الحدود التي تفرضها الطائرة، ولكن لا يستطيع ذلك في طائرة إيرباص. وفي الحالتين يتحكم الطيار في نظام مستقل إلى حد كبير.
وهكذا يوضح لنا تطور التقنيات أن اتجاه الآلات نحو الاتحاد على مدار التاريخ يعادل الاتجاه نحو الاستقلالية؛ لذا لا تعد الآلات مستعدة لأن تحل محل البشر، بل إنها ستنمي معهم بالأحرى واجهات أكثر حميمية.
الجزء الثالث
القدرات المميزة للإنسان عن الحيوانات والآلات
الفصل الثامن عشر
الضحك
(1) هل تستطيع الحيوانات أن تضحك؟
عادة ما نسمع المقولة الشائعة: «الضحك ميزة خاصة بالإنسان وحده»، ولكنها ليست صحيحة؛ فبعض الحيوانات تستطيع أن تضحك. وكما لاحظ داروين من قبل، يعود أصل الضحك إلى سلوكيات أسلافنا الحيوانات، شأنه في ذلك شأن العديد من التعبيرات الأخرى لسلوكياتنا، فالضحك إذن ليس ميزة حكرا على الإنسان وحده. (1-1) الضحك لدى الفئران
لدى الإنسان، يظهر الضحك لدى الطفل الصغير قبل نضوج الوظائف الإدراكية التي تجعله يدرك ما هي الفكاهة. فتعكس هذه الضحكة المجردة نوعا من الارتياح العاطفي. وبالطريقة ذاتها لدى الكثير من الثدييات، تصاحب سلوك اللعب أصوات تعكس نوعا من الارتياح العاطفي. وكذا لدى الفأر الصغير في أثناء اللعب، فقد حدد فريق جاك بانكسب في الولايات المتحدة (2003) فترات إصدار أصوات بتردد 50 كيلوهرتز، تبدو كإشارات «مزاح» وتعجب أبناء الفصيلة: وتعد الفئران التي «تضحك» مفضلة بصورة أكبر للمشاركة في اللعب. وقد تكون الآليات العقلية المشتركة في إنتاج هذه الأصوات مماثلة لتلك التي تفترض السرور لدى البشر. ويرى هذا الفريق أن «الفئران الضاحكة» قد تثبت السوابق التطورية للسعادة الإنسانية. (1-2) الضحك لدى القرود
صفحه نامشخص