زنی از کامبو کدیس
امرأة من كمبو كديس
ژانرها
ضحكا، فسي فسوتين متتاليتين، سأل عن آمنة أحس براحة نفسية عابرة، سأل عن الكشة ونتيجة المعاينة الأخيرة، سأل عن آمنة وما إذا كانت ما تزال تتردد على المركز الثقافي الفرنسي باحثة عن عمل أو تسهيلات لتأشيرة دخول لفرنسا، بعد أن خاب أملها في اصطياد ضربة حظ اللوتري الأمريكي، طلب سفه صاعوط.
3
بصق سفة السعوط، قال: إنه لم يقابل آمنة منذ أكثر من أسبوع، فقد بقي بحجرته سجين الدائنين وعسكر الخدمة الإلزامية، الآن حبيس المرض، طلب سفة صعوط أخرى، فقدم إليه مايكل أكول سيجارة كان يحتفظ بها في جيبه بعد أن دخن نصفها مناصفة وبابكر المسكين في الطريق، سأل عن آمنة وهل وافق الطبيب على خلع ضرسها.
4
علي المنضدة الصغيرة المصنوعة من الفلنكة كان وعاء الطعام، أرسلته صاحبة المنزل في الصباح الباكر مع طفل صغير كالعادة، بالرغم مما حدث بالأمس ... وكأنه لم يحدث شيء؛ بل وكأن ما حدث لم يكن سوي مواجدة تزيد من التقارب الإنساني وتقوي العلائق الاجتماعية، فكان الإفطار دسما وشهيا جعل ثلاثتهم يتذكر الوجبة الملائكية - كما تسمونها - والتي تطفلوا عليها بقاعة الصداقة، وهي عبارة عن مأدبة عظيمة أقامتها أسرتان ثريتان احتفاء بنكاح وقع بينهما، فدخلوا كالمدعوين ثقة وادعاء للغنى - ولو كان ذلك على مستوى السلوك فحسب؛ لأن مظهرهما الخارجي كان يدل على البؤس والعطالة - فإذا رآهم أهل العروس ظنوهم من أصدقاء أهل العريس وإذا رآهم أهل العريس ظنوهم من أصدقاء أهل العروس، ولم يكتشف آخرهم إلا بعد أن شبعوا وأتخموا بالمحشيات والمشويات والمقليات والسلاطة، وحينما تذكروا آمنة وأنها الآن ربما تتلوى جوعا، فهل نبخل عليها بفرخة سمينة مطبوخة بالبهار والسمن البلدي محشوة بالزبيب والزيتون وما لا يعلمون؟!
وأمام دهشة مئات المدعوين الأثرياء، تلك الدهشة المنعمة السمينة المشحونة بالازدراء وعفن الدونية، حمل بابكر المسكين الفرخة عارية تقطر سمنا بلديا وتفوح منها رائحة البهار الهندي، وخرجوا من مطعم القاعة مسرورين يغنون بصوت واحد نغما شائعا رخيصا يناسب ثراء المكان وعقد المناكحة المحتفى به. سادتي: أنا وصديقاي نحيي فيكم روح الثراء، ونبارككم أبدا ما تناكحتم وشم بعضكم فيخ بعض.
5
سأل عن أمل، قالا له: إنها أنجبت ولدا واحدا فقط على الرغم من ضخامة فخذيها وسمن زوجها والذي في الغالب يزن أكولين ونصف بابكر، أي: ثلاثة أكول إلا ربع الأكول، قالا: إنها لا تزال غنية وكلما قصدا منزلها أنقدتهما مالا لا يستهان به يمكنهما من شراء الصاعوط وركوب المواصلات، وقد يتبقى لهما ما يساوي نصف زجاجة العرق ومزة رخيصة قد تتعدى الزيتون الأسود أو الفول المدمس.
قال إنه طوال هذه الأيام المقضية في حبسه كان يكتفي بوجبة واحدة صباحية يتيمة والتي تهبه إياها صاحبة المنزل مجانا ولله وحده، ويقضي يومه في قراءة وول سونكا استعدادا لدراسته أكاديميا في إطار إعداد بحث عن الصورة الشعرية في الأدب الإفريقي الحديث.
وأحيانا وفي بعض المساءات تشاء سيدة ما تكون أجمل امرأة في العالم، وغالبا تقوم بهذا الدور الصبية الردفاء بائعة السمسمية، فتتسلل إلى حجرته حاملة معها بعض السمسمية وتحكي - بينما يلتهم هو السمسمية التهاما - عن صديقتها الوحيدة والتي تبيع التسالي وحلاوة فوفل عند بوابة السينما الوطنية، التي بإمكانها حفظ أي أغنية هندية بسماعها مرتين فقط، وهي أيضا تشبه الهنود في طباعها وأيضا ملامح وجهها، فلها وجه مدور كالقمر ذو بشرة ناعمة شفافة يمكن من خلالها رؤية شرايين دمها، شريانا شريانا، وبين حاجبيها لها شامة ربانية.
صفحه نامشخص