أبا حمزة وأبرهة وعلي بن الحصين على شعب الخيف ، إلى أن أفضى الأمر إلى العباسيين فأنزلوا أيام السفاح ، ثم أن ابن عطية خرج الى الطائف وقد بلغ عبد الله بن يحيى طالب الحق وهو بصنعاء ما آل إليه أمر أبي حمزة وجماعته فتوجه الى حرب ابن عطية ، فشخص ابن عطية إليه ، ولما التقوا قتل من الفريقين جمع كبير ، وترجل عبد الله في ألف مقاتل ، فقاتلوا حتى قتلوا كلهم وقتل عبد الله ، وبعث ابن عطية رأسه الى مروان ، ثم أقام ابن عطية بحضر موت بعد ظفره بالخوارج ، فأتاه كتاب مروان بالتعجيل الى مكة ليحج بالناس ، فشخص الى مكة متعجلا مخففا في تسعة عشر فارسا ، فندم مروان وقال : قتلت ابن عطية سوف يخرج متعجلا مخففا من اليمن ليدرك الحج فيقتله الخوارج ، فكان كما قال ، فإنه صادفه جماعة متلفقة من الخوارج وغيرهم فعرفه الخوارج فحملوا عليه وقتلوه (1).
ثم لم يكن الخروج بعد هذا إلا عقيدة ورأيا من دون أن يكون لهم شأن في محاربة الملوك ، وما زال حتى اليوم منهم أناس على ذلك المروق ، ومنهم قوم في عمان ، ولكن لا شأن لهم يرعى ولا سطوة تهاب.
والخوارج هم المارقون الذين أنبأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام بأنه سيحاربهم ويظفر بهم.
وكانوا فرقا كثيرة يجمعها القول بتكفير علي وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين ، وتكفير مرتكبي الذنوب ، ووجوب الخروج على الامام الجائر ، كما حكاه في ( الفرق بين الفرق ) عن الكعبي ص 55.
صفحه ۶۱