عنه الحر والبرد، فكان يلبس في الصيف لباس الشتاء، وفي الشتاء لباس الصيف، وقال النبي (فيه: " إنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ".
ورأى أبو سليمان الداراني في طريق الحج في شدة برد الشتاء شيخًا عليه أخلاق رثّةً وهو يرشح عرقًا، فسأله عن حاله، فقال: إنما الحر والبرد خلقان لله ﷿، فإن أمرهما أن يغشيان أصاباني، وإن أمرهما أن يتركاني تركاني. وقال: أنا في هذه البرية منذ ثلاثين سنة يُلبسُني في البرد فيحًا من محبته، ويلبسني في الصيف بردًا من محبته. وقيل لآخر وعليه خرقتان في برد شديد: لو استترت في موضع يُكِّنُك من البرد! ... فأنشد:
ويُحسنُ ظني أنني في فنائِه ... وهل أحدٌ في كُنِّه يجِدُ البردا؟.
" السبب الثاني من مُكفِّرات الذنوب ": المشي على الأقدام إلى الجماعات وإلى الجمعات، ولا سيما إن توضأ الرجل في بيته ثم خرج إلى المسجد لا يريد بخروجه إلا الصلاة فيه كما في الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ عن النبي (قال: " صلاة الرجل في الجماعة تَضْعُف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسةً وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخطُ خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاّه: " اللهم صلي
1 / 56