وقد ظهر أيضا أن قوله: أبان...إلخ، هادم لمذهبه في نفي الحسن والقبح عقلا فليكن قوله: وأعان..إلخ، هادما لمذهبه في الجبر، وخلق الأعمال {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين} والحمد لله رب العالمين.
ثم أنك إذا تأملت هذا الكلام وجدته لا يلائم حال هذا الرجل؛ لأن قوله: تجريد الحق مشعر بالثناء على التجريد بأنه حق.
وقوله: ومواقف الآراء المختلفة ومراصد الأهواء المضلة مشعر بذم المواقف، وما اشتمل عليه من المراصد، مع أنه معتمد عليه في النقل، وهو عمدة في مذهبه فقد انعكس في عليه الأمر، وكان من الملائم لحاله وهو لا ينافي هذا التوجيه إلى ذم التجريد؛ لأن مؤلفه الذي هو النظير الطوسي قد شمر عن ساق المساق لإدحاض كلمة الأشاعرة فيما كثر فيه الشقاق وعظم الافتراق، وكذا كان الملائم لحاله هو الإيماء إلى مدح المواقف، وما اشتمل عليه من المقاصد والمراصد، وهذا كله سهل بالنظر إلى خبطه العظيم في الأمر الجسيم، فإنه سيأتيك عجائب، وفي هذا الموضع سقطة من آثار خبطه في تلك الجوانب.
صفحه ۲۰