ثالثًا: اشتمالُه على الجانبِ الحديثيِّ والفقهيِّ:
وممَّا يمتاز به كتاب "إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر" لابن القطان: أنه يجمع فيه بين الجانب الحديثيِّ والجانب الفقهيِّ، ولا يتأتَّى هذا العمل إلا للمحدِّث الفقيه .. وسأحاول إبراز هذين الجانبين للكتاب فيما يلي:
١ - الجانبُ الحديثيُّ:
ويتجلَّى هذا الجانب في الكتاب من خلال النقط التالية:
أ - يذكر المصنفُ الحديثَ ويعزوه لمخرجه، ثم يستقرئ طرقه وألفاظه المختلفة، وخصوصًا منها ما له علاقة بموضوعه.
ب - يهتمُّ المصنِّف ببيان مرتبة الحديث، وقد حكم على عدد هائل من الأحاديث التي أوردها في كتابه بأنها صحيحة أو حسنة أو ضعيفة؛ متصلة أو مرسلة أو متقطعة أو معضلة أو منكرة أو معللة، وقد بلغت نحوًا من مئتين وسبعين حديثًا.
ج - يهتم كذلك بدراسة الأسانيد وبيان أحوال الرواة ...
وهذا العمل لا يتأتَّى إلا للمتخصِّص في علوم الحديث، وابن القطان يقوم بهذا العمل الجليل من غير أن يقلِّد أحدًا فيه، بل يعتمد على ملكاته العلمية والقواعد المتبعة في هذا الباب.
ولإبراز صنيعه هذا أذكر بعضَ الأمثلة المقتطفة من كتابه، وهي كما يلي:
• ورد في كتابه: أنه قال: "قال البزار: نا يوسف بن موسى، نا علي بن عبيد، نا سفيان وهو الثوري، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: "احذروا بيتًا يقال له: الحمام" قالوا: يا رسول الله! ينقي الوسخ، قال: "فاستتروا".
1 / 62