اغوای تاورنیک
إغواء تافرنيك
ژانرها
ثم أقر: «ربما أفعل. لا أعتقد أن هناك سبيلا آخر للنجاح.»
كان جو المكان الآن يكاد يكون باعثا على الوهن والخمول. توقفت الفرقة عن العزف، وكانت هناك مجموعات صغيرة من الرجال والنساء، يحيي بعضهم بعضا استعدادا للرحيل. وخفضت إضاءة المصابيح، وفي الضوء الهادئ، بدا أن الأصوات والضحكات قد تضاءلت أكثر فأكثر وأصبحت أكثر إيعازا، وصارت لمعة الضوء في عيون النساء وهن يسرن في الغرفة في طريقهن للخروج، أكثر نعومة ولا تقاوم.
قالت مترددة: «أفترض أننا يجب أن نذهب.»
دفع تافرنيك فاتورته واتجها إلى الشارع. تأبطت ذراعه واستدارا غربا. حتى هنا، بدا أن أجواء المطعم قد وجدت طريقها إلى الخارج. في هذه اللحظة، اختفت صرامة الحياة وووري جانبها الأقسى والأكثر عملية. لم يكن هذا هو الحشد النهاري، هذا الذي تطأ خطواته على الأرصفة. واختفت الوجوه القلقة المهمومة للساعين وراء قوت يومهم. كان الرجال والنساء الذين كانت الحياة بالنسبة إليهم أشبه بالصراع قد أووا إلى منازلهم ... ربما للراحة قبل أن يبدءوا شقاءهم مرة أخرى. في كل لحظة كانت عربات الأجرة والسيارات تتجول وتلقي وميضا في الليل على رجال في ملابس السهرة، ونساء يرتدين أثوابا ناعمة ويزين شعورهن بالمجوهرات. ويبدو أن روح المتعة والسعادة قد تسللت إلى الأجواء. فحتى الفقراء الذين مروا بهم في الشارع كانوا يضحكون أو يغنون.
توقف تافرنيك لحظة.
وقال: «الليلة ليست ليلة الحافلات العامة. سنستقل سيارة أجرة. أعلم أنك متعبة.»
قالت معترفة: «أحب ذلك بالطبع.»
أشارا إلى واحدة وانطلقت بهما. استندت بياتريس بين الوسائد وأغمضت عينيها، واستقرت يدها العارية من القفازات على يده وهي تداعبه. فمال إلى الأمام. كانت ثمة أشياء جديدة في العالم ... كان على يقين من ذلك الآن، على يقين رغم أنها كانت تطل عليه من وراء الضباب، وتأتيه متخفية غامضة لدرجة أنه رغم طاعته لم يفهم. كانت شفتاها الممتلئتان الناعمتان مفتوحتين قليلا، وجفناها ذوا الرموش الطويلة الكثيفة مغلقين؛ وشعرها البني الغامق، الذي كان قد أفلت من ربطته قليلا، ينساب على أذنيها. وفجأة تشبثت أصابعه بأصابعها بإحكام.
همس: «بياتريس!»
اعتدلت في جلستها جافلة، وعيناها تنظران إلى عينيه باستفسار، بينما تتسارع الأنفاس عبر شفتيها المنفرجتين.
صفحه نامشخص