============================================================
الفصل الاول في ايراد ما حل بمصر من الغلوات وحكايات يسيرة من أنباء تلك الستوات
اعلم (حاط] الله نعمتك وتولى عصمتك ، أن الغلاء والرخاء مازالا يتعاقيان فى عالم الكون وألفساد ، منذ برأ الله الخليقة في سائر الأقطار وجميع البلدان والأمصار ، وقد دون نقلة الأخبار ذلك ، وسطوا خبره فى كتب التاريخ ، وعزمى إن شاء الله تعالى ، أن افرد كتابا يتضمن ما حل بهذا النوع الإنسانى من المحن والكوارث المجيحة ، منذ آدم عليه السلام ، وإلى هذا الزمن الحاضر ، فإنى لم أر لأحد فى ذلك شيئا مفردا . وأذكر هنا جليل ما حل بمصر خاصة من الغلاء فقط ، على سبيل الاختصار ، والإضراب عن التطويل والإكثار، فأقول وبالله أستعين فهو المعين :
غلاء في زمن أفروس بن متاوش
قد ذكر الأستاذ إبراهيم بن وصيف شاه فى كتاب* أخبار مصر0 لما قيل الإسلام - وهو كتاب جليل الفائدة رقيع القدر- أن أول غلاء وقع بمصركان فى زمن الملك السابع عشر من
صفحه ۸۱