212

بعده في خروجه إلى الشام من الاموال، وما كان انتقل إليه من زوجته خديجة بنت خويلد. وقد علم جميع أهل العلم ما كانت عليه من سعة الاحوال، وكان لها من جليل الاموال، وليس لابي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهم من سائر الناس سوى من سميناه سبب لشئ من ذلك، يتعدى به فضلهم إليه (1) على ما بيناه، بل كانوا فقراء فأغناهم الله بنبيه صلى الله عليه وآله، وكانوا ضلالا فدعاهم إلى الهدى، ودلهم على الرشاد، وكانوا أذلة فتوصلوا بإظهار اتباع نبوته إلى الملك والسلطان. وهب أن في هؤلاء المذكورين من كان له قبل الاسلام من المال ما ينسب به إلى اليسار، وفيهم من له شرف بقبيلة يبين به ممن عداه، هل لاحد من سامعي الاخبار وأهل العلم بالآثار ريب في فقر أبي بكر وسوء حاله في الجاهلية والاسلام، ورذالة قبيلته من قريس كلها، وظهور المسكنة في جمهورهم على الاتفاق ؟ ولو كان له من السعة ما يتمكن به من صلة رسول الله صلى الله عليه وآله والانفاق عليه ونفعه بالمال، كما ادعاه الجاهلون، لاغنى أباه ببعضه عن النداء على مائة ة عبد الله بن جدعان (2) بأجرة على ذلك (3) بما يقيم به هامش (1) في أ: فضل منه إليهم، وفي ب: فضله إليهم. (2) في أ: لينتال. (3) (باجرة على ذلك) ليس في م.

--- [ 214 ]

صفحه ۲۱۳