179

وصارت وبالاعليه، حسب ما ذكرناه. فصل فأما ادعاؤهم أن الله تعالى شهد لابي بكر بأنه من أهل الفضل والسعة، فليس الامر كما ظنوه، وذلك لقوله تعالى: { ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة } (1) إنما هو نهي يختص بذكر أهل الفضل والسعة، يعم في المعنى كل قادر عليه، وليس بخبر في الحقيقة ولا المجاز. وإنما يختص بذكر ما سميناه على حسب اختصاص الامر بالطاعات بأهل الايمان حيث يقول تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله } (2) و{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته } (3). وإن كان المعني من الامر بذلك عاما لجميع المكلفين، والمراد في الاختصاص من اللفظ ما ذكرناه ملاءمة الوصف لما دعا إليه من الاعمال، وهو يجري مجرى قول القائل لمنم يريد تأديبه ووعظه: لا ينبغي لاهل العقل والمروءة والسداد أن يرتكبوا الفساد، ولا يجوز لاهل الدين والعفاف أن يأتوا (4) قبائح الافعال، وإن كان المخاطب بذلك ليس من أهل المروءة والسداد، ولا أهل الديانة والعفاف، وإنما خص

---

(1) سورة النور 24: 22. (2) سورة الانفال 8: 20. (3) سورة آل عمران 3: 102. (4) في ب، ح، م: أن يرتكب

--- [ 181 ]

صفحه ۱۸۰