179

باب الوعد والوعيد

وحقيقة الوعد الخبر عن إيصال النفع أو دفع الضرر إلى الغير في مستقبل الزمان من جهة المخبر إلى المخبر، فقولنا الخبر جنس الحد، وقولنا عن إيصال النفع أو دفع الضرر احترازا من الخبر عن إيصال الضرر فإن ذلك لايسمى وعدا بل وعيدا كما سيأتي، وقلنا إلى الغير احترازا عن الخبر بوصوله إلى نفسه، وقلنا في مستقبل الزمان لنخرج منه

الخبر عن الماضي والحال فإنه لايسمى وعدا، وقولنا من جهة المخبر إلى المخبر احترازا من الخبر بإيصال النفع من جهة الغير فإن ذلك لايسمى وعدا (ولا فاعله) واعدا بل ذلك بشارة والفاعل يسمى بشيرا، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بشيرا لنا لأنه أخبرنا بإيصال النفع إلينا من جهة الله تعالى لامن جهته. وحقيقة الوعيد هو الخبر عن إيصال الضرر وفوات النفع إلى الغير في مستقبل الزمان من جهة المخبر إلى المخبر، وهو في الاحترازات كما في الوعد إلا أن الضرر فيه يذكر في موضع النفع من الوعد وفوات النفع في موضع دفع الضرر، والوعد من الله إخبار بالثواب، والوعيد منه إخبار بالعقاب. قالت العترة وصفوة الشيعة والمعتزلة وغيرهم: وهما مستحقان عقلا وسمعا هكذا في الأساس.

صفحه ۲۱۵