قال وفي صفات الله تعالى مالا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى
ﵟوهو السميع البصيرﵞ
فبان بأخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا
ﵟسميع بصيرﵞ
صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيءوليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله لموسى
ﵟإنني معكما أسمع وأرىﵞ
قال وقوله تعالى
ﵟوإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليمﵞ
يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال
ﵟقد سمع الله قول التي تجادلك في زوجهاﵞ
وقال عليه الصلاة والسلام سبحان من وسع سمعه الأصوات ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع لجاز أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع
ومذهب أبي عبدالله أحمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجه وصفه بقوله
ﵟكل شيء هالك إلا وجههﵞ
ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحدو من غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع
وكان يقول إن لله تعالى يدين وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا من جنس الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب ولا الأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك ولا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى
ﵟبل يداه مبسوطتانﵞ
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلتا يديه يمين وقال الله عز وجل
ﵟما منعك أن تسجد لما خلقت بيديﵞ
وقال
ﵟوالسماوات مطويات بيمينهﵞ
ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس
صفحه ۲۹۴