واصله الذي بني عليه مذهبه أن القرآن إذا لم ينطق بشيء ولا روى في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء وانقرض عصر الصحابة ولم ينقل فيه عنهم قول الكلام فيه حدث في الإسلام فلأجل ذلك أمسك عن القول في خلق الإيمان وأن لا يقطع على جواب في أنه مخلوق أو غير مخلوق وفسق الطائفتين وبدعهما
وكان يذهب إلى أن التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزله الله عز وجل غير مخلوق إذا سلم له أنه كلام الله تعالى
وكان يكفر من يقول إن القرأن مقدور على مثله ولكن الله تعالى منع من قدرتهم بل هو معجز في نفسه والعجز قد شمل الخلق
وكان يقول إن الإيمان يزيد ويقرأ
ﵟويزداد الذين آمنوا إيماناﵞ
ويقرأ
ﵟفأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرونﵞ
وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام
وكان يقول إن الله سبحانه قال
ﵟفأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمينﵞ
استثناءمن غير الجنس
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق واستدل أحمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإيمان والإسلام وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مؤمن فقال الآعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم وبحديث وفد عبدالقيس وبقوله عز وجل
ﵟقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمناﵞ
صفحه ۳۰۲