137

بسم الله الرحمن الرحيم، يا أيها الإنسان، إن الله قد جعلك حكما بينه وبين عباده، ?فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله? إلى قوله تعالى:?يوم الحساب?[ص:26] ?ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ، ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين?[المطففين:4،5].?ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود، وما نؤخره إلا لأجل معدود?[هود:103، 104]. إن الذي أنت فيه لو بقي لغيرك ما وصل إليك ?فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ? [النمل:52].

قال: فتغير وجه عبدالملك بن مروان، ودخل دار حرمه، ولم تزل الكآبة ترى على وجهه، وعاش بعد ذلك أياما.

* ابن قبيصة ابن ذؤيب، عن أبيه، قال: كنا نسمع نداء عبدالملك من وراء الحجر: يا أهل النعم لا تستقلوا شيئا من النعم مع العافية.

* إبراهيم بن السفيان: نظر عبدالملك إلى قصار في مرضه الذي توفي فيه، وهو في دار عاتكة بنت يزيد أم يزيد بن عبدالملك قاتل عمر بن عبدالعزيز، قال: ياليتني كنت قصارا.

* وبلغني: أنه كان يقول في مرضه: يا أهل العافية، لو علمتم موقع العافية لما سألتم الله شيئا غير العافية.

* وقال إبراهيم: قد كان حماه الطبيب الماء وأمتنع منه، فدخل عليه الوليد يعوده فتمثل لما نظر إليهم:

ومستخبر عنا يريد بنا الردى ومستخبرات والعيون سواجم

ثم قال: اسقوني شربة من ماء وإن كان نفسي فيها فشرب فمات.

* وقرأت أن أبا الوليد لما أنشد البيت جمع أولاده وأشار بخاتمه إلى الوليد فبكى.

صفحه ۱۶۹