حين يسعى الشيخ لاظهار البراءه من التجسيم فغايه ما يراه ان ما ينسبه الى الله تعالى من الجوارح ، كاليد والرجل والوجه، لا يصح تشبيهه بجوارح المخلوقات، بل يجب القطع بان الله تعالى ليس كمثله شى ء، وانما يجب اثبات هذه الجوارح وما ينسبها من صفات كالاستواء على العرش ونحوه مع عدم وصف الكيفيه.
والحقيقه ان هذا هو التشبيه بعينه، فهو يثبت الاعضاء والاجزاء كالتى للانسان، الا انه يقول: هذا لا يشبه هذا! فهل يا ترى وجد احد يقول بان الله تعالى كبعض خلقه؟ ان اكثر من قال بالتجسيم لم يقل بهذا، بل يكرر دائما: (ليس كمثله شى ء) ثم يثبت له تعالى ما اثبته ابن تيميه من الاعضاء والحالات، ثم يعود فيقول: ليست هى كاعضاء المخلوقات، ولا كحالاتهم!.
لكن ابن تيميه لا يرى هذا من التشبيه، بل هو عنده الاعتقاد الصحيح، فيقول: ان السلف انما كانوا يذمون المشبهه الذين يقولون: بصر كبصرى، ويد كيدى، وقدم كقدمى!!.
نعم، انه لم يوافق هولاء المجسمه الصرحاء الذين غلوا في التجسيم، بل حمل عليهم كثيرا وطعن في الاحاديث التى يستندون اليها ووصفها بانها موضوعه ليس لها مصدر ولا اسناد معتبر.
احاديث موضوعه في التجسيم :
عد من احاديثهم الموضوعه حديث: (ان الله ينزل عشيه عرفه على جمل اورق، يصافح الركبان ويعانق المشاه)!.
وحديث فيه: (انه (ص) راى ربه حين افاض من مزدلفه يمشى امام الحجيج وعليه جبه صوف)!.
وحديث: (ان الله يمشى على الارض) فاذا كان موضع خضره قالوا: هذا موضع قدميه، ويقراون قوله تعالى: ( فانظر الى آثار رحمه الله كيف يحيى الارض بعد موتها ).
قال: وهذا من اعظم الكذب على الله ورسوله، وكل حديث فيه ان محمدا(ص) راى ربه بعينه في الارض فهو كذب.
لكنه صحح احاديث اخرى، كحديث: (ان الله يدنو عشيه عرفه) و(ان الله ينزل الى السماء الدنيا كل ليله).
صفحه ۷۱