فقلت: نعم، هذا صحيح عن مجاهد والشافعى وغيرهما، وهذا حق، وليست هذه الايه من آيات الصفات، ومن عدها من آيات الصفات فقد غلط، كما فعل طائفه، فان سياق الكلام يدل على المراد، حيث قال: ( ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ) والمشرق والمغرب: الجهات.
والوجه: هو الجهه، يقال: اى وجه تريد؟ اى : اى جهه؟ وانا اريد هذا الوجه، اى : هذه الجهه. كما قال تعالى: ( ولكل وجهه هو موليها ). ولهذا قال: (فاينما تولوا فثم وجه الله ) اى : تستقبلوا وتتوجهوا. والله اعلم.
ترى والايات الاخر التى ذكرت الوجه، هل قال احد من السلف ان المراد هو الوجه على الحقيقه؟.
الحق ان من زعم ذلك فقد افترى على السلف افتراء عظيما، وبين يديك جميع التفاسير التى نقلت اقوال السلف، كتفسير الطبرى، والبغوى، والقرطبى، والدر المنثور وغيرها. وعمده الشيخ في عقيدته ، قوله تعالى: ( كل شيء هالك الاوجهه)، وقوله تعالى: ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ).
فماذا قال فيها السلف؟.
قال الطبرى: واختلف في معنى قوله ( الا وجهه ) فقال بعضهم: معناه كل شيء هالك الا هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: الا ما اريد به وجهه. واستشهدوا لتاويلهم بقول الشاعر:
استغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد اليه الوجه والعمل ولم يزد على هذا حرفا واحدا.
وقال البغوى: ( الا وجهه ) اى الا هو. وقيل: الا ملكه.
قال ابو العاليه: الا ما اريد به وجهه. ولم يزد فوق هذا كلمه واحده.
وفى الدر المنثور: عن ابن عباس، قال: المعنى الا ما يريد به وجهه.
وعن مجاهد: الا ما اريد به وجهه.
وعن سفيان: الا ما اريد به وجهه من الاعمال الصالحه. وليس فيه كلمه واحده زائده على هذا المعنى.
ومثل هذا تجده عند تفسير آيه سوره الرحمن.
واما سائر الايات الاخر فالمراد من ذكر (وجه الله) فيها هو ثوابه، كما عليه اصحاب التفسير من السلف والخلف، وتلك الايات جميعها هى:
صفحه ۶۹