ومقوله ابن تيميه هذه ذكرها ابن حجر العسقلانى ايضا في الدرر الكامنه.
تلك صوره عن عقيدته في الله تعالى.. فهو يجيز عليه تعالى الانتقال والتحول والنزول، وفى هذا التصور من التجسيم ما لا يخفى، فالذى ينتقل من مكان الى مكان ، وينزل ويصعد، فلا بد انه كان اولا في مكان ثم انتقل الى مكان آخر، فخلا منه المكان الاول، واحتواه المكان الثانى، والذى يحويه المكان لا يكون الا محدودا! فتعالى الله عما يصفون!!.
واين هذا من كلام السلف؟.
واين هو من كلام امامه احمد بن حنبل الذى كان يقول: من حرك يده عند قراءه قوله تعالى: ( خلقت بيدى ) قطعت يده! ومن حرك اصابعه عند روايه: (قلب المومن بين اصبعين من اصابع الرحمن) وجب قطع اصابعه!.
انه بناء على قول الامام احمد هذا، وهو قول مالك بن انس ايضا:
يجب ان يقطع ابن تيميه باكمله! فانه اشار بكل جسده وزعم ان الله تعالى ينزل كنزوله هذا!!.
وقد طعن بعضهم في هذه القصه لانها لم ترد في كتب ابن تيميه، كما شككوا في كون ابن بطوطه قد راى ابن تيميه!.
والافضل لهم ان يحتجوا بما كتبه ابن تيميه في (الحمويه الكبرى) في قوله: اذا قال السائل: كيف ينزل ربنا الى السماء الدنيا؟ قيل له: كيف هو؟ فاذا قال: لا اعلم كيفيته. قيل له:
ونحن لا نعلم كيفيه نزوله.
لكن ابن بطوطه لم ينفرد بما نقله، بل نقله ابن حجر العسقلانى ايضا، فهل يمتنع ان يذكر الشيخ في درسه شيئا ثم يكتب خلافه؟!.
ان احدا لم يخالف في ان ابن تيميه لم يقف عند ما وقف عليه بعض متقدمى السلف من الايمان والتسليم، بل تعدى ذلك الى لزوم اجراء المعنى على ظاهره، ثم منع من تاويل شيء من آيات الصفات، فعند قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ) لا بد ان نعتقد بما يوديه الظاهر من حقيقه الاستواء على العرش!.
صفحه ۶۴