============================================================
(56) جاء شقيق عارضا رمحه * ان بني عمك فيهم رماح أي مجيئك هكذا مدلا بنفسك مجئ من يعتقد أنه ليس مع احد رح غيره وقد يجئ اذا وجد آمر كان المتكلم يظن أنه لايوجد كقولك للشيء الذي يراء المخاطب ويسمعه انهكان من الامر ماترى انه كان مني اليه احسان فقابلني بالسوء كانك ترد على نفسك ظنك الذي ظننت وعليه قوله تعالى حكاية عن أم مريم قالت رب اني وضمتها انتى وحكاية عن نوح قال رب ان قومي كذبون (وأما انما) فتارة مجىء للحصر بمعنى ان هذا الحكم لايوجد في غير المذكور وهو بمزلة ليس الا كقوله تعالى انما يستجيب الذين يسمعون وقوله انما تنذر من اتبع الذكر وقوله تعالى انما أنت منذر من يخشاها وتارة تجىء ليان أن هذا الامر اظاهر عند كل آحد سواء كان كذلك او في زعم المتكلم ومنه قول الشاعر انما مسعب شهاب من الله مجلت من وجهه الظلماء م دعيا ان ذلك مما لا ينكره آحد من الناس واعلم أنه يستعمل للتخصيص ثلاث ال عبارات الاولى انما جاءنى زيد الثانية جاءنى زيد لا عمرو والفرق ان من الاولى يفهم ايجاب الفعل من زيد ونفيه عن غيره دفعة واحدة ومن الثانية دفعتين ثم انهما كليهما قد يستعملان لاثبات التخصيص لا لنفي التشريك كما اذا عرف آنه جاء انسان فظن انه عمرو فقلت جامنى زيد لاعمرو واذا قلت انما جامنى زيد فغرضك بخصيص المجئ بزيد لانفي التشريك وفيه نظر الثالثة ما جاءنى الا زيد ال وهى باصل الوضع تفيد نفي التشريك ولهذا لا يصح مازيد الاقائم لا قاعد لانك بقولك الا قاتم نفيت عنه كل صفة تنافي القيام فيندرج فبه نفي القعود فاذا قلت بعده لا قاعدكان تكرارا لان لفظة لا موضوعة لان ينفى بها ما اوجب الاول الا لان يفاد بها نفي ما نفى اولا ويصح انما زيد قاعد لا قلم لان صيغة انما بأصل ال وضعها تدل على تخصيص الحكم بالمذكور لانفي الشركة فهو لازم من لوازمها فليس له من القوة مايدل عليه بوضعه ولهذا يصح زيد هو الحجاني لاعمرو فبينت ان دلالة الاوليين على التخصيص اقوى ودلالة الثالثة على نفي التشريك اقوى لان الثالثة قد تقام مقام الاوليين في افادة التخصيص كما اذا ادعى واحد آنك قلت
صفحه ۵۶