============================================================
(54) الاولو شئت ان ابكي دما لبكيته * عليه ولكن ساحة الصبر اوسع فان بكاء الانسان دما عجيب وان لم يكن كذلك فالاولى حذفه كقوله تعالى ولو شاء الله لجمعهم على الهدى والتقدير ولو شاء الله ان يجمعهم على الهدى لجمعهم وكذلك قوله تعالى فلو شاء لهداكم اجمعين وقوله فان يشا الله يختم على قلبك ال ا من يشا الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم واعلم انه قد تترك الكناية الى التصريح لما فيه من زيادة الفخامة كقول البحتري قد طلبنا فلم تجد لك في السودد والمجد والمكارم مثلا المعنى قد طلبنا لك مثلا ثم حذف لان هذا المدح انما يتم بفي المثل فلو قال قد طلبنا لك مثلا في السودد والمجد فلم تجده لكان قد اوقع نفي الوجود على ضمير المثل فلم يكن فيه من المبالغة ما اذا اوقعه على صريح المثل فان الكناية لا ال بلغ مبلغ الصريح ولهذا لو قلت وبالحق انزلناه وبه نزل وقل هو الله احد وهو
الصمد لم تجد من الفخامة ما تجده في قوله تعالى وبالحق انزلناه وبالحق نزل وقل هو الله احد الله الصمد وعلى ذلك قول الشامر لاارى الموت يسبق الموت شيء * نغص الموت ذا الغنى والفقيرا {القول في مباحت ان وانما اما ان فلها فوائد الاولى انها تربط الجملة الثانية بالاولى وبسببها يحصل التاليف ال ب هما حتى كان الكلامين افرغا افراغا واحدا ولو اسقطتها كان الثانى ناتبا عن الاول كقوله تعالى با ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وقوله تعالى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور وقوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم وقوله تعالى ولا تخاطبني فى الذين ظلموا انهم مغرقون وقد يتكرر في كلام واحد كقوله تعالى وما ابرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم ثم متى اسقطت ان من لح لة القى ادخاتها عليها فان كانت الجملة الثالثة انما تذكر لاظهار فائدة ما قبلها كما في الآيات المذكورة احتجت الى الفاء والا فلا كما فى قوله تعالى ان هذا ده مد
صفحه ۵۴