============================================================
(52) كقولهم فلان يحل ويعتد ويام وينهي ويضر وينفع والمقصود ائبات المعنى ال في نفسه للشيء من غير تعرض الحديث المفعول فكانك قلت بحيث يكون منه حل وعقد وأمر ونهى وضر ونفع وعليه قوله تعالى هل يستوي الذين يعلمون ال والذين لا يعلمون اي هل يستوي من له علم ومن لا علم له من غير ان ينص على معلوم وكذلك قوله تعالى وانه هو آضحك وا بكى الى قوله وانه هو اغنى ال وا قنى وبالجملة فمتى كان الغرض بيان حال الفاعل فقط فلا تعد الفعل فان تعديته تنقص الغرض آلا ترى انك اذا قلت فلان يعطى الدنانير كان المقصود الابيان جنس ما تناوله الاعطاء لا بيان حال كونه معطيا الثاني ان يكون له مفعول معلوم الا انه يحذف من اللفظ لاغراض الاول ان يكون المراد بيان حال الفاعل وان ذلك الفعل دأبه لا بيان المفعول كقول طفيل جزى الله عنا جعفرا حين ازلفت بنا نعلنا في الواطيين فزلت ابوا ان يملونا ولو آنا امنا * تلاقى الذي لاقوه منا لملت هم خلطونا بالنفوس وألجؤا * الى حجرات آدفات وافللت ال والاصل ان يقول لملتنا وألجؤنا وآدفاتنا واظلتنا فحذف المفعول المعين من هذه المواضع الاربعة وكانه قد أبهم ولم يقصد قصد شيء يقع عليه كما تقول قد مل ال لان تريد قد دخل عليه الملال من غير ان بخص شيئا بل لا تزيد على ان لا تجعل الملال من صفته فكذلك الشاعر جعل هذه الاوصاف من ذانهم ولو اضاف الى مفعول معين لبطل هذا الغرض وعليه قوله تعالى ولما ورد ماء مدين الى قوله فسقى لهما فقد حذف المفعول في اربعة مواضع فان ذكره ربما يخل بالمقصود فنو قال مثلا يزودان غنمهما لتوهم ان الانكار انما كان من ذودهما الغنم لا من مطلق الذود كقولك مالك تمنع اخاك فان الانكار من منع الاخ لا ال من مطلق المنع الثاني ان يكون المقصود ذكره الا انك لا تذكره ايهاما لانك لا تقصد ذكره كقول البحتري شجو حساده وغيظ عداه * ان يرى مبصر ويسمع واع ال العنى أن يرى مبصر محاسته وأن يسمع واع اخياره ولكنه تغافل عن ذلك
صفحه ۵۲