الْقيام بِأَمْر الْأَيْتَام
٩١ - قَالَ وَإِذا اجْتمع جمَاعَة يصلحون للْقِيَام بِأَمْر الْأَيْتَام قدم الْحَاكِم أقومهم بذلك وأعرفهم بمصالح الْأَيْتَام وأشدهم شَفَقَة ومرحمة فَإِن تساووا من كل وَجه تخير وَيجوز أَن يولي كل وَاحِد مِنْهُم بعض الْولَايَة مَا لم يكن بَينهمَا تنَازع فيهمَا وَاخْتِلَاف يُؤَدِّي إِلَى تَعْطِيل مصالحها ودرء مفاسدها لِأَن الْولَايَة كلما ضَاقَتْ قوي الْوَالِي على جلب مصالحها ودرء مفاسدها
الْقيام بِأَمْر الْأَذَان
٩٢ - قَالَ وَإِذا اجْتمع جمَاعَة يصلحون للأذان فَإِن تساووا أقرعنا بَينهم لقَوْله ﷺ (لَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا عَلَيْهِ) وَإِن تفاوتوا فِي الثِّقَة والعفة وَالْأَمَانَة وَمَعْرِفَة الْمَوَاقِيت وَحسن الصَّوْت قدمنَا الْأَفْضَل فَالْأَفْضَل لِأَن الْمصلحَة فِيهِ أعظم
الْقيام بِأَمْر الحروب
٩٣ - قَالَ وَلَا يقدم فِي ولَايَة الحروب إِلَّا أَشْجَع النَّاس وأعلمهم بمكايد الحروب والقتال مَعَ النجدة والشجاعة وَحسن السِّيرَة فِي الأتباع فَإِن كَانُوا مستوين فِي كل ذَلِك فَإِن كَانَت الْجِهَة وَاحِدَة تخير الإِمَام وَله أَن يقرع بَينهم كَيْلا يجد بَعضهم على الإِمَام بِتَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ وَإِن تعدّدت الْجِهَات صرف كل وَاحِد مِنْهُم إِلَى جِهَة تلِيق بِهِ
الضَّابِط فِي الولايات
٩٤ - وَالضَّابِط فِي الولايات كلهَا أَنا لَا نقدم فِيهَا إِلَّا أقوم النَّاس بجلب مصالحها ودرء مفاسدها فَيقدم الأقوم بأركانها وشرائطها على الأقوم بسننها وآدابها
الإِمَام فِي الصَّلَاة
٩٥ - فَيقدم فِي الْإِمَامَة الْفَقِيه على القارىء عِنْد الشَّافِعِي والأفقه على الْأَقْرَاء لِأَن الْفَقِيه أعلم باختلال الْأَركان والشرائط بِمَا يطْرَأ على الصَّلَاة من المفسدات وَكَذَلِكَ يقدم الْوَرع على غَيره لِأَن ورعه يحثه على إِكْمَال الشَّرَائِط وَالسّنَن والأركان فَيكون إِذن أقوم بمصلحة الصَّلَاة وَقدم بعض أَصْحَاب الشَّافِعِي بنظافة الثَّوْب لِأَن الْغَالِب أَن المتنزه من الأقذار الَّتِي لَيست بأنجاس أَنه يتنزه من النَّجَاسَات فَيكون أقوم بِشَرْط الصَّلَاة
وَكَذَلِكَ يقدم الْبَصِير على الْأَعْمَى عِنْد بَعضهم لِأَنَّهُ يرى من
1 / 89