فيستدل عليهم بهذا الباب. وقوله في النص هو نبيء مثلك يصح باعتبار أن كل نبي منهم كريم على الله تعالى وكون النبي محمد ﷺ أفضل الأنبياء فمعلوم مقرر ولا يحتاج إلى شيء. وقوله: وأجعل خطابي في فيه إشارة إلى أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وهو أكبر معجزاته ﷺ، وهذا يدل على تصديق استدلالنا وصحته لأنه لا نبيء بعده ولا نبيء على هذه الصفة سواه. وفيه أيضا دلالة على فضيلته ﷺ إذ ظهرت على يديه الآيات والمعجزات الخارقات للعادات، لم يظهر على يد نبي من أنبياء الله تعالى ولم يأت بها أحد منهم، مع أنه ليس من الكاتبين ولا من الحاسبين.
فصل
يتبين فيه أن موسى ﵇ قال لبني إسرائيل: احضروا بالكمر سيأتي في آخر الزمان نبي اسمه مقارن لاسم ربه فاتبعوه واسمعوا منه وأطيعوه والنص في ذلك:
«نبيء مقر وبيخ مياميخ كمويني يقيم لمخ أذني آلوهيخ إلو تسمعون.» (١)
شرحه:
نبيء من قرابة إخوانكم مثلي يبعثه الله ربكم، منه تسمعون.
وهذا أيضا يرد عليهم لأنهم يزعمون أنهم متبعون لموسى ﵇، وقد أمرهم باتباع محمد ﷺ، فلم يتبعوه، بل كفروا وضلوا عما أمرهم به، وعصوا الجميع لكونهم لم يتبعوا موسى ﵇ فيما أمرهم به ولا محمدا ﷺ فيما أخبرهم به ودعاهم إليه.
_________
(١) التثنية ١٨: ١٨
1 / 43