شرحه:
كان خطاب الله لإبراهيم في الوحي أن قال له: لا تخف يا إبراهيم، أنا ومحمد ترس لك. ويدل على ذلك لفظ مَجَن الذي في النص لأن عدده ثلاثة وتسعون، لاسم محمد اثنان وتسعون والواحد الباقي من العدد للواحد الباقي سبحانه الفرد الصمد، ويدل أيضا أنه ﷺ أشرف الخلق وأفضلهم وأعلاهم لأن الله تعالى هدن روعته، أعني إبراهيم ﵇، بأنه هو ومحمد ﷺ ترس له، لا سيما وهو لم يكن في الوجود، فمن رزقه الله شيئا من العقل ونظر في مثل هذا وتأمله لا شك أنه يرجع إلى الحق وينقاد إلى الطريقة المثلى، ومن سبق له الشقاء والعياذ بالله فلا ينفعه عقله بشيء، بل يضره كل الضرر ويزين له سوء عمله فيراه حسنا. نعوذ بالله من الخذلان ونسأله العفو والغفران وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فصل
يذكر فيه لما خلق الله ﷾ إسحاق ﵇ أخذت سارة غيرة، فما زالت تحاول على إبراهيم حتى انتقل بهاجر إلى مكة مع ولدها إسماعيل. وكان ذلك سابقا في علم الله أن إسماعيل يتربى في مكة ليخلق هناك محمد ﷺ، فلما صرفها إلى مكة تاهت في الطريق وعطش إسماعيل فبعث الله إليها ملكا وأراها ماء زمزم وقال لها: قومي ارفعي ابنك إسماعيل وسيخرج منه محمد ﷺ. والنص في ذلك من التوراة:
«قومي سات إث هنعر يحيى لجوي جدول اسمي.» (١)
_________
(١) التكوين ٢١: ١٨
1 / 40