وقد أراد الإسلام منا أن نهتم بالجار كمظهر من مظاهر الإحساس بأن الجوار يحقق علاقة ألفه ومحبة تفرض على الإنسان حقا في القيام برعاية الجار والإحسان إليه ، وتحمل أذيته سواء أكان هذا الجار قريبا أم بعيدا ، مسلما أم كافرا ، وسواء أكان جار الدكان ، أم جارالمنزل .
حق الصاحب بالجنب
{ والصاحب بالجنب }
الصاحب بالجنب قيل : أنه من كان رفيقا في السفر أو جليسا في الحضر أو شريكا في الدرس أو في فرقة وما إلى ذلك .
وهذا هو الحظ الإسلامي الذي يعتبر للصحبة حقا إنسانيا يوحي بالرعاية والإحسان فيما يحتاجه من شؤون الحياة ، وفيما يواجهه من مشاكلها ، وفيما يحتاج إلى ستره من عيوبه وخطاياه ، مما يمكن أن يطلع عليه صاحبه من خلال إستمرار الصحبة ، وفيما يتطلبه من إحترام مشاعره وأحاسيسه في الأمور التي تثيره وتغضبه ، وفي القضايا التي تفرحه وتريحه ، وغير ذلك من الأمور التي تمثلها كلمة الإحسان فيما توحيه من مشاعر وممارسات(1) .
يذكر أن الإمام علي عليه السلام صاحب رجلا ذميا في سفره فقال له الذمي : أين تريد يا عبدالله ؟ قال : أريد الكوفة ، فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي عليه السلام فقال له الذمي : أليس تريد الكوفة فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟ فقال له الإمام علي عليه السلام :
هذا من تمام حسن الصحبة أن يتبع الرجل صاحبه هنية إذا فارقه ، وكذلك أمرنا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : هكذا قال ؟
قال نعم ، فقال له الذمي : لا جرم أنما تبعه من تبعه لأفعاله الكريمة ) (2)
وقفة حول الأصدقاء والأصحاب والجلساء :
وهنا لا بد من الإشارة إلى الصداقة والأصدقاء والأصحاب والجلساء ، نظرا لما لهم من أهمية في حياة الفرد والمجتمع .
فمن المعروف أن الإسلام دين ألفة ومحبة وتجمع .
صفحه ۹۸