فكم من أسرة ضعيفة لا تجد ما تأكل ، وكم من مسكين ضعيف محتاج يلزم بيته خوفا من انكشاف حاجته ، ومن الواضح أن مساكين عصرنا ضاعوا بين مطرقة المتسولين ، وبين سندان الجمعيات الخيرية المتسولة بالتراخيص الرسمية ، ولا نعم كل الجمعيات ، فهنالك جمعيات خيرية بما تعنيه الكلمة ، تسعى إلى فعل الخير على كل الأصعدة ، لا تريد جزاء ولا شكورا .
وعندما نتصفح تاريخنا الإسلامي نجد أمثلة رائعة لكيفية أداء الصدقة المقبولة جسدها كوكبة من أهل البيت عليهم السلام والسلف الصالح رضوان الله عليهم .
ومن الأمثلة على ذلك ما أخبر الله عنه في كتابه بقوله جل شأنه مادحا عباده الأبرار ، الذين أوفوا بالنذر وأطعموا الطعام مع حاجتهم إليه وحبهم له فأتاهم المسكين في اليوم الأول واليتيم في اليوم الثاني والأسير في اليوم الثالث ، قال تعالى : { إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراعينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا } [ الإنسان : 59] ، وهذه الآية معروفة أنها نزلت في أهل البيت بلا خلاف بين جميع الطوائف إلا من كابر وجاحد .
صفحه ۸۰