الحلة السیراء
الحلة السيراء
پژوهشگر
الدكتور حسين مؤنس
ناشر
دار المعارف
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٩٨٥م
محل انتشار
القاهرة
فاشتدت غيرَة مَرْوَان لذَلِك وانتضى سَيْفا وانتهز فرْصَة فِي بعض خلوات أَبِيه مَعهَا فَقتله وعثر على الْقِصَّة فسجن وَهُوَ ابْن سِتّ عشرَة سنة وَمكث فِي السجْن سِتَّة عشرَة سنة وعاش بعد إِطْلَاقه سِتّ عشرَة سنة وَهَذَا من نَادِر الِاتِّفَاق وَمَات قَرِيبا من سنة أَرْبَعمِائَة
وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا مكثرًا وَأكْثر شعره فِي السجْن وَإِنَّمَا ذكرته وَلَيْسَ من شرطى فِي الْإِتْيَان بالأمراء والمتأمرين وَمن قرب إِلَيْهِم دون من بعد من الْبَنِينَ لقَوْل أَبى مُحَمَّد بن حزم أَبُو عبد الْملك هَذَا فِي بني أُميَّة كَابْن المعتز فِي بني الْعَبَّاس ملاحة شعر وَحسن تَشْبِيه فَحَذفهُ من هَذَا الْمَجْمُوع هُوَ الْمُعْتَرض عَلَيْهِ حَقِيقَة لَا إثْبَاته واجتلاب محاسنه وَالْخَطَأ مَعَ الِاجْتِهَاد مَعْفُو عَنهُ ولعلى قد أتيت فِي مَا أثبت بِمَا هُوَ قريب مِنْهُ وَمن شعر الطليق فِي معتقله
(أَلا إِن دهرًا هادمًا كل مَا نَبْنِي ... سيبلى كَمَا يبْلى ويفنى كَمَا يفنى)
(وَمَا الْفَوْز فِي الدُّنْيَا هُوَ الْفَوْز إِنَّمَا ... يفور الْفَتى بِالرِّبْحِ فِيهَا مَعَ الْغبن)
(يجازى ببؤس عَن لذيذ نعيمها ... ويجنى الردى مِمَّا غَدَتْ كَفه تجنى)
(وَلَا شكّ أَن الْحزن يجرى لغاية ... وَلَكِن نفس الْمَرْء سَيِّئَة الظَّن)
وَله يصف السجْن
(فِي منزل كالليل أسود فَاحم ... داجى النواحي مظلم الأثباج)
1 / 221